الذي تقدم التنبيه عليه في الترجمة- فصحيح ولا مبالغة فيه، وإن كانت للاستغراق والمعنى أن محصل هذا الكتاب يصل إلى كل الفوائد وكل المقاصد فهو صحيح على وجه المبالغة.
وفي قوله: تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، الترصيع، فإن كلا من لفظي القرينة الأولى موافق لما قبله من القرينة الثانية في الوزن والتقفيه. "فهو" بالفاء وفيها رائحة من معنى الجزاء، أي إذا كان حال هذا الكتاب على (ما) ذكر (فهو) "جدير"، أي حقيق "بأن يلبي"، أي: يجيب بلبيك، ويجوز ضبط حرف المضارعة بالتاء الفوقية (أو الياء التحتية). "دعوته" بفتح الدال، الدعاء إلى الطعام، والمرة الواحدة من قولك: دعوت فلانا أي: صحت به واستدعيته. "الألباء" جمع اللبيب وهو العاقل، وفيه تعريض بأن المعرض عم الإقبال على هذا الكتاب غير معدود من العقلاء.
وتشبيه الكتاب في النفس بإنسان ينادي الناس على ضيافته ونيل مكارمه استعارة بالكناية، وإثبات الدعوة له استعارة تخييلية وذكر التلبية وترشيح. "ويجتنب" بالنصب عطفا على (يلبي) من قولك: اجتنبت فلانا إذا أبعدت عنه وتركته، وحرف المضارعة هنا أيضا إما فوقية أو حتية كالأول.
"منابذته" أي: مطارحته ومتاركته، مصدر نابذه من النبذ، وهو طرحك الشيء أمامك أو وراءك، أو ما هو أعلم من ذلك، والمصدر المذكور إما مضاف إلى الفاعل، أي: تجنبت النجباء منابذته إياهم، أو إلى المفعول، أي: منابذتهم
1 / 49