٧٣- أخبرنا محمود، قال: أنا عبد الله، قال: أنا الحسن بن علي، قال: أنا أبو الحسن، عن مخلد بن حمزة، عن عبد الملك بن عمير، قال:
دخل عبد الله بن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكرٍ، فقال: يا أمه، قد خذلني الناس، فلم يبق معي إلا من ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعةٍ؛ والقوم يعطونني ما أردت، فما رأيك؟ قالت: يا بني، أنت أعلم بنفسك؛ إن كنت تعلم أنك على حق، وإليه كنت تدعو، فامض على حقك، ولا تمكن غلمان بني أمية من نفسك.
قال وفقك الله، هذا رأيي؛ وإني لحسن الظن بربي، فإن هلكت فلا يشتد جزعك علي، فإن ابنك لم يتعمد -يعني- على إتيان دنية، [ولا] عملًا بفاحشةٍ، ولا تسبع بعذرٍ، ولم يجز في حكمٍ، ولم يكن شيءٌ آثر عنده من رضا ربه؛ اللهم إني لا أقول هذه تزكية لنفسي؛ أنت أعلم بي، ولكني أقوله تعزيةً، لتسلوا عني.
1 / 58