طعام فی عالم قدیم
الطعام في العالم القديم
اصناف
الخواص الطبية: هذه النباتات كلها مدرة للبول، وتحفز الطمث عند النساء. (2)
المصطلحات: في روما، يعرف «سميرنيون» (الكرفس البري الكريتي) باسم «أوليساثرون». (3)
التصنيف: هذه النباتات ربما لا تصلح لتكون أطعمة مغذية («تروفاي»)؛ لأنها كلها عبارة عن مكملات تضاف إلى الطعام الأساسي، مثل البصل والثوم والكراث والكراث البري وكل النباتات اللاذعة. (4)
الاستعمال كطعام: أنواع الكرفس يشيع استخدامها لأنها لذيذة الطعم ومريحة للمعدة؛ أما أنواع الكرفس البري والجزر الأبيض فاستعمالها أقل، ويكثر بيع الكرفس البري الكريتي في روما. (5)
التغيرات الموسمية: تؤكل أعواد الكرفس البري الكريتي في الربيع، وتؤكل أوراقه في الشتاء. (6)
الطعم: الكرفس البري الكريتي يتسم بأنه أشد حرافة من الكرفس، ويساعد أكثر على التدفئة، ورائحته أقوى. (7)
الطهي: يمكن أكل الكرفس البري الكريتي نيئا أو مطهيا بالزيت وصلصة غاروم أو بالنبيذ والخل. ومن الممكن أيضا استعمال صلصة مكونة من الخل وصلصة غاروم مع إضافة الزيت اختياريا (ويصلح ذلك للكرفس كذلك). تؤكل أنواع الكرفس البري والجزر الأبيض مسلوقة، ومن الممكن تحضير السلاطات من الكرفس أو الكرفس البري الكريتي بالإضافة إلى الخس (وهو نبات غير حريف ويحتوي على عصارة باردة)؛ وهذه التوليفة ألذ طعما وأكثر نفعا. ومن الممكن إضافة الجرجير أو أنواع الكراث أو الريحان بالطريقة نفسها.
وتوالى ذكر كل هذه الفئات من الموضوعات محل الاهتمام في هذا الكتاب؛ وينطبق ذلك تحديدا على مناقشة جالينوس للنكهات، أو «أوبسا» باللاتينية. والنكهات - كما رأينا في مواضع أخرى - هي المكملات الطيبة المذاق التي تضاف إلى الحبوب، والنباتات والأسماك واللحوم الشهية التي تمنح الغذاء الأساسي المكون من الحبوب قدرا إضافيا من البروتينات والفيتامينات والمعادن (بمصطلحاتنا الحديثة). والذي يقصده جالينوس في هذا الموضع بمصطلح «أوبسا» مشابه لذلك؛ فهو يعني الأطعمة الحسنة المذاق التي لا تضفي قدرا كبيرا من السعرات الحرارية إلى الوجبة، ولكنها تثري المذاق وتجعل الطعام أكثر استساغة. ويذكر جالينوس أمثلة أخرى مثل الزوفا (أشنان داود) والبردقوش والشمر والكزبرة. ومن بين هذه النباتات، لا يظهر في بحث «عن قوى الأطعمة» إلا الشمر. والنباتات الأخرى واردة في بحث «عن العقاقير النباتية البسيطة» بصفتها عقاقير؛ فهي - بعبارة أخرى - تغير نظام الأخلاط ولا يقتصر دورها على تغذية الجسم وبنائه فحسب، إذ إن الأطعمة وحدها هي التي تؤدي هذه المهمة. ومع ذلك، ليس ثمة خط فاصل بين الأطعمة والعقاقير لأن الكثير من المواد - مثل البصل والثوم - يمكن تصنيفه على أنه أطعمة وعقاقير في آن واحد.
إن جالينوس على دراية بالتعريفات التقليدية لكلمة «أوبسا» بأنها مكملات حسنة المذاق قد تكتسب دلالات مترفة في حال الإفراط فيها؛ إذ إنه يمضي قائلا عن كتب الطهي، التي تتحدث عن نكهات مثل السذاب وإشنان داود والبردقوش والشمر والكزبرة، أنها محل اهتمام مشترك من الطهاة والأطباء، ولكن لكل فريق أهدافه وأغراضه المختلفة: «نحن الأطباء نهدف إلى المنفعة، وليس المتعة.» ثم يحيلنا جالينوس مباشرة إلى الوصفة العلاجية التي يقدمها أفلاطون في كتابه «محاورة جورجياس». ومع ذلك فإنه يقدم اعترافا لصالح خصمه؛ فالطعم الكريه في الطعام كثيرا ما يؤدي إلى عدم هضمه جيدا؛ ومن ثم فمن الأفضل أن يكون الطعام لذيذا بدرجة معتدلة. وعلى الرغم من هذا الإقرار من جانبه، فإنه يمضي ليقول إن الطهاة يستخدمون نكهات رديئة لإعطاء مذاق شهي، ويترتب على ذلك سوء الهضم.
ويقدم لنا جالينوس في هذا الفصل المفيد وصفات لتحضير سلاطات وأطباق مطهية مكونة من الكرفس ونباتات مشابهة له، وتتضح الفروق التي يحددها أكثر في هذا البحث. ولم يدرج السليفيوم - وهو أحد أكثر النكهات المفضلة لدى الذائقة الإغريقية الرومانية - بصفته طعاما في بحث «عن قوى الأطعمة». والفلفل والكمون والكزبرة غير مدرجة أيضا. ومع ذلك، فإنه يدرج هذه المواد كلها في بحث «عن العقاقير النباتية البسيطة» بصفتها عقاقير أو مواد تؤدي إلى إحداث تغير في الجسم. والريحان والشمر مذكوران فعليا في البحث المتعلق بالأطعمة، ولكن بإيجاز شديد؛ فالريحان من بين المكملات التي يقال عنها كذبا إنها تسبب وجود العقارب، ولكنه بخلاف ذلك يفرز عصارة سيئة ومضر بالمعدة وصعب الهضم. ويأتي وصف الشمر بالكامل من الناحية الاجتماعية دون أي تعليق طبي: «أحيانا ما ينبت وحده مثل الشبت، ولكنهم أيضا يبذرون بذوره في الحدائق، ويستخدمونه كثيرا لإضافة نكهة مثله مثل الشبت. ويستخدمون الشمر أيضا كمكمل شهي، ويخزنه من يسكنون في منطقتنا (في آسيا الصغرى) مثل زهر عاقر قرحا والبطم (أو التربنتين)، حتى يستفيدوا منه على مدار العام، مثل البصل واللفت وما شابه. ويقدمون بعض هذه النباتات بالخل فقط، ويقدمون بعض النباتات الأخرى بالخل والماء المملح» (1، 56).
نامعلوم صفحہ