تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة
اصناف
منذ ذلك الحين، كنت قد حملت منهجا في أساسيات تعلم لغة الملايو من الإنترنت، أستخدمه الآن كأساس للتعلم إلى جانب دورتين رخيصتين لتعليم لغة الملايو، وصحف ومجلات أطفال أحضرتها معي من سنغافورة.
وقد ترجم أحد الكتب التي ألفتها من قبل؛ «الرياضيات السريعة»، إلى اللغة الإندونيسية؛ ومن ثم سيكون علي تعلم الإندونيسية بالمثل لأقرأه؛ فأنا حريص على اكتشاف هل كانت الترجمة أفضل من الكتاب الأصلي أم لا. واللغة الإندونيسية هي نفسها لغة الملايو تقريبا؛ ومن ثم فإني أتعلم لغتين بالجهد المبذول في تعلم لغة واحدة.
لا تزال معرفتي باللغة الصينية شبه معدومة، لكن بمقدوري أن أتمنى عاما جديدا سعيدا للآخرين باللغة الصينية. تعلمت هذا من الفيلم الكوميدي «دينيس الخطير»؛ فبحسب ما ورد على لسان دينيس الخطير، فإن التهنئة بالعام الجديد في الصينية: «جانج هاي فات شوي.» (عام صيني جديد سعيد). لقد فهمني الآخرون عندما حاولت قول ذلك للمرة الأولى، لكنهم قالوا لي إنني كنت أقولها باللهجة الكانتونية، ويجدر بي أن أتحدث بلهجة الماندارين؛ ومن ثم علموني المقابل المانداريني لها: «جونج سي فاه تشيج.» لا تزال معرفتي بالصينية الماندارينية مقصورة على الأساسيات، لكن بمقدوري مراعاة الشكليات.
أجد متعة في تعلم اللغات ذات الحروف الأبجدية الغريبة. هكذا تمكنت جزئيا من تطوير استراتيجياتي لتدريس القراءة والكتابة؛ فعندما تتعلم لغة مثل الروسية، أو اليونانية، أو العبرية، أو العربية، عليك أن تنطق كل كلمة. يمكن أن يكون هذا الأمر محبطا في البداية، لكن سرعان ما ستصبح قادرا نوعا ما على تكوين «حصيلة لغوية من الكلمات الأساسية»؛ وهي مجموعة من الكلمات التي يسهل التعرف عليها على الفور دون مجهود يذكر. يتمتع كل أبنائي بنهم للقراءة، والآن أحفادي أيضا قراء نهمون يقرءون أعمالا على مستوى يفوق مرحلتهم العمرية بسنوات؛ وقد استفادوا جميعا من طرقي.
إنني أتحدث وأفهم حاليا نحو 15 لغة. يبدو هذا كثيرا للغاية، لكن هذا الرقم مضلل قليلا؛ حيث إنك إذا تعلمت لغة الملايو يمكنك فهم الإندونيسية، وإذا تعلمت الهولندية يمكنك فهم اللغة الأفريقانية (لغة المستعمرين الهولنديين في جنوب أفريقيا)، وهكذا. إنني أتقن بعض اللغات جيدا، بل أستطيع أن أقول إنني طليق اللسان فيها. وفي لغات أخرى، أستطيع أن أتدبر أمري وأقرأ مقالات في صحيفة أو على الإنترنت، وقد ألقيت خطبا عامة باللغتين الألمانية والفرنسية (ودرست في مدرسة ألمانية)، وغالبا بمقدوري أن أتحدث بالعديد من اللغات على الملأ بالاستعانة بكراسة ملاحظات (مسودة)، وأنت أيضا يمكنك إتقان لغات أجنبية باستخدام الطرق المذكورة في هذا الكتاب.
تعلم اللغات مغامرة، وهو حتما أمر ممتع. وأقتبس عن الكابتن جان لوك بيكارد في المسلسل التليفزيوني «ستار تريك: الجيل القادم» قوله: «بمقدورنا أن نجعله كذلك.»
الفصل الأول
لماذا نتعلم اللغات؟
من جانبي، أرى تعلم لغة جديدة طريقة للتعرف على الشعوب؛ فما أمتع أن أجلس في حافلة في بلد أجنبي وأن أتحاور مع أشخاص غرباء بلغتهم؛ فأنا جزء من بيئتهم ولست مجرد متفرج. أذكر أنني يوما كنت جالسا في ترام في بولندا أخوض في نقاش سياسي مع الركاب الآخرين، وأفكر في نفسي قائلا: «ها أنا ذا أسبر الكيفية التي يفكر بها البولنديون أنفسهم مباشرة من البولنديين أنفسهم.» وقد تشكلت لدي ذكريات رائعة عن ألمانيا الشرقية؛ حيث كنت ألتف حول مائدة مع بعض الألمان الشرقيين في منازلهم نناقش أمور الدين والسياسة. أفكر في كل النزهات الخلوية التي دعيت إليها، والأوقات التي أمضيتها مع عائلات أثناء إقامتنا في أوروبا، وأدرك أن هذا ما كان سيحدث أبدا لو لم نكن نتحدث بلغة البلد المضيف.
إن تعلم لغة شخص آخر هو فعل يدل على الصداقة؛ فهو يمدك بفهم عميق للطريقة التي يفكر بها. ثمة شعور بالإثارة يصاحب أولى محاولاتك الناجحة في إجراء حوار مع شخص بلغته؛ عندما تكتشف للمرة الأولى أنك تفكر بلغته.
نامعلوم صفحہ