قال جالينوس: ولا إذا قرب وقتها لكن في أوقات انحطاطها وسكونها. قد تبين أنه ينبغي أن نقصد في الغذاء أمرين: أحدهما بعد منتهى المرض وقربه، الآخر شدة القوة وضعفها. الأغراض في تدبير الغذاء ثلاثة [=aph 12] : أولها قوة المريض، والثاني نظام (23) المرض وهو هل هو حاد B أو حاد جدا أو مزمن ومتى يكون منتهاه، والثالث النوائب الجزئية وهي التي (24) يقع التدبير بالغذاء فيها يوما. فيوم يعرف تزيد النوبة الثانية على النوبة الأولى من ثلاثة أشياء: أحدها (25) وقت نوبة (26) الحمى، والآخر طول النوبة، والثالث عظمها. تزيد النوب يدل على تزيد المرض، وتناقصها يدل على الأنحطاط، وكونها على مثال واحد يدل إما على ابتداء المرض وإما على انتهائه. فإن كان ذلك قبل النضج فهو ابتدائه، وإن كان بعد ظهور النضج فهو انتهاؤه. النوبة هو أردأ (27) جزء (28) الدور وانحطاط النوبة أصلح جزء (29) الدور. النوبة إذا تقدم أخذها بمقدار من الزمان أكثر وطالت بمقدار أكثر واشتدت بمقدار أكثر، دلت على أن تزيد الحمى قوي وأن حركة المرض سريعة وأن المنتهى قريب. والنوبة التي يكون تزيدها أقل في كل واحد من الثلاثة فهي تدل على أن المنتهى أبعد إن كان ذلك قبل النضج؛ وإن كان بعد النضج، دلت (lacking words)، ولذلك هي رديئة مذمومة. وعلامات عدم النضج تدل على طول المرض فقط. فإن كانت قوة المرض (30) قوية سلم، وإن كانت ضعيفة عطب. عدد جالينوس تزيد A على الانحطاط، تزيد الأدوار وتناقصها يعلم منه أمرين: أحدهما بعد المنتهى وقربه فتدبير حمله غذاء المريض بحسب ذلك، والثاني حد وقت النوبة على الصحة فتدبير الغذاء بحسب ذلك في كل يوم. جميع العلامات والأعراض ستة أصناف: منها المقومة للأمراض وهذه تبتدئ دائما مع المرض منذ أوله. والثاني اللاحقة للمقومة، وهذه ربما ابتدأت (31) مع المرض منذ أوله، وربما تأخرت قليلا، وربما لم تحدث البتة. والثالث أعراض البحران وهي تظهر بعد النضج. والرابع علامات النضج، وهذه ليس تظهر منذ أول المرض لكن في آخر الابتداء وبتزايد (32) ظهورها يتزايد المرض ويتكامل في الانتهاء. والخامس علامات عدم النضج ،وهذه قد تبتدئ منذ أول المرض، وربما حدثت بعد ابتدائه. وكذلك علامات الموت وهي الضرب السادس. السبب فيما ينقثه صاحب ذات الجنب قبل النضج هو أن جميع الأورام إذا كانت في عضو ليس عليه غطاء كثيف مثل الجلد يرشح B منها صديد ويكون في ابتداء رشحه رقيق ثم يتزايد غلظه كلما قارب النضج. فإن لم يرشح منه شيء، وجب ضرورة أن يكون ذلك الورم عسر النضج طويل المدة. علامات: النضج التام هو أن يكون قوام ما يرشح لا رقيقا ولا مفرط الغلط ويكون لونه أبيض. الرشح الرقيق يدل على نضج ضعيف خفي. إن كان ما ينفث من ذات الجنب خالصا وكان لونه أحمر ناصعا أو أصفر مشبع فليس بمحمود. وإن كان كمدا أو زنجاريا أو أسود، كان من أدل العلامات على الهلاك. إذا ظهرت علامات النضج فهي تدل على انقضاء المرض يكون سريعا، ولذلك هي جيدة محمودة. وإذا ظهرت علامات الهلاك فهي تدل على أن تلف المريض يكون سريعا. عدد جالينوس علامات البحران فقال إنها العرق، والنافض، وسيلان الدم، والاختلاف الكثير، والقيء الكثير، والصداع العارض بغتة، وعسر النفس العارض من غير علة ظاهرة، والخفقان، والتمدد العارض A فيما دون الشراسيف من غير وجع، والأرق الشديد، واختلاط الذهن، والقلق العارض في الليل من غير سبب يعرف، وتقدم نوبة الحمى والدموع إذا عرضت بغتة من غير علة تكون في العينين ولا حزن، والحمرة العارضة في الوجوه، واختلاج الشفة السفلى، وأن يرى المريض إمامه سوادا أو شعاعا، والحمرة التي تعرض بغتة في الوجنتين أو في الأنف، والورم الحادث في أصل الأذن، والخراج الذي يعرض في بعض الأعضاء. وهذه كلها وغيرها مما أشبهها تسمى أعراض البحران، لأنها تدل على تغير (33) سريع وحي. قال: فإن ظهرت من بعد نضج المرض دلت على سلامة قريبة، وإن ظهرت قبل أن يظهر نضج المرض دلت على تغير ليس بمحمود تؤدي إلى تلف المريض أو إلى طول مرضه. النضج يدل على سرعة البحران وعلى الثقة بالصحة. والشيء الذي (34) لم ينضج إذا صار إلى الخروج الرديء يدل إما على أنه لا يكون بحران وإما على B صعوبة المرض وإما على طوله وإما على الموت وإما على عودة المرض. [aph. 13, 14=] من بلغ من الشيوخ الغاية القصوى من الشيخوخة فحرارته مثل السراج الذي قد شارف أن يطفأ (35)، فلذلك يحتاج من الغذاء إلى ما يحفظ حرارته ولا يكون كثيرا فيطفئها ولا قليلا فينطفئ. وليس يمكن في هذا الإمساك عن الغذاء كما يمكن ذلك في من لم يبلغ هذا السن من الشيوخ لكن يتعاهد بالشيء اليسير من الغذاء مرارا كثيرة مفرقا ولا ترك وقتا طويلا بلا غذاء. فهمت عن جالينوس مبدأ كونتا من حار رطب. ونحن ننتقل كل يوم نميل إلى الأرضية فتنقض حرارتنا الغريزية وإن كنا أقوياء الحرارة. قال: حرارة الشباب نارية وحرارة الصبيان غريزية. قال: جوهر الحرارة الغريزية معتدل المزاج وجوهر الحرارة العرضية ناري. ولذلك تكون الحرارة الغريزية في المحمومين أقل منها على ما كانت علىه قبل الحمى.
صفحہ 58