وفي عام 1917 اجتمع هذا المؤتمر في مدينة «بونا» أيضا، وبدأت النساء يبدين نشاطا كبيرا في أعمال المؤتمر، ولهذا المؤتمر الفضل في إنشاء كلية ليدي إروين في دلهي.
ولكن سرعان ما أدركت المرأة أنها لا تستطيع تحقيق أية إصلاحات كبيرة في النواحي الاجتماعية والثقافية إلا إذا أحرزت نفوذا في الميدان السياسي.
وهكذا بدأت المرأة تشترك في الكفاح في الرابطة الإسلامية في الهند، وقد أدى نشاطها هذا إلى اختيار البيجوم جاهانارا شاه نواز عضوا في مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد بلندن في عامي 1930 و1932، وكان من نتيجة ذلك أن نص الدستور الذي صدر عام 1935 على تحرير أكثر من 60 مليون امرأة، وتخصيص مقاعد للمرأة في جميع المجالس التشريعية تقريبا.
وقد لعبت البيجوم شاه نواز دورا هاما في الحياة السياسية في بلادها، فاشتركت في عدد من المؤتمرات الدولية إلى أن انتخبت بالإجماع في عام 1937 عضوا في مجلس الرابطة الإسلامية لكل الهند.
وقامت المرأة بنصيب كبير في حركة العصيان المدني التي قامت في البنجاب عام 1947، وتعرضت لرصاص المستعمرين ووحشيتهم وبطشهم، واعتقل عدد كبير من الزعيمات.
وعندما تم تقسيم شبه القارة بين الهند والباكستان أنشأت البيجوم لياقت علي خان جمعية من المتطوعات لمساعدة اللاجئين من الهند إلى الباكستان.
ولقد استوحت دولة الباكستان مبادئها من الروح الديمقراطية فمنحت المرأة المساواة في الحياة السياسية مع الرجل، وهكذا أتاحت لسيدتين أن تبرزا في الجمعية التأسيسية والمجالس التشريعية، وهاتان السيدتان هما: البيجوم شاه نواز والبيجوم إكرام الله، وقد قامتا بجهود رائعة لوضع التشريعات الخاصة بالحقوق الأساسية للمواطن ولطوائف الأقليات، وقد حققتا بذلك مبدأ المساواة بين المرأة والرجل لا في ميدان الحياة السياسية فحسب بل وفي الأجور أيضا.
وكان طبيعيا أن تؤدي نهضة المرأة الباكستانية إلى مواجهة مشكلة جديدة، هي الاختيار بين البقاء في بيتها أو الخروج منه إلى العالم الواسع لشق طريقها في الحياة واختيار عمل مستقل تعتمد عليه في معيشتها ...
واختارت المرأة الباكستانية الطريق الأخير، ولكنها حرصت على عدم قطع صلتها بمطبخها وبمنزلها.
وهكذا أصبحت المرأة تعمل الآن في مختلف نواحي النشاط القومي في الباكستان.
نامعلوم صفحہ