نفحات التنزيل والإعجاز
فاقبلنها على ضآلة قدري
فهي في الحق «أرمغان الحجاز»
و«أرمغان الحجاز» في البيت الأخير معناها «هدية الحجاز»، وهو اسم آخر منظومة نظمها إقبال، وقد نشرت بعد وفاته.
ولهذه الأبيات قصة طريفة رواها الدكتور عبد الوهاب عزام فقال: إنه لما سافر إلى مدينة دلهي في عام 1947 قرر السفر إلى لاهور على بعد الشقة وظهور الفتن في أرجاء الهند، ثم استطرد فقال:
وما كان مثلي، وقد قدم الهند، ليصبر عن زيارة ضريح إقبال وداره، فأعددت للسفر إلى لاهور ونظمت أربعة أبيات، وسألت نقاشا في دلهي القديمة أن ينقشها على لوح من الرخام وحملتها معي، وسلمتها إلى القوام على ضريح إقبال لتوضع هناك.
قسمة شبه القارة
لكي يتحقق ذلك الحلم الجميل الذي داعب خيال الشاعر إقبال، ولكي يتحقق ذلك الأمل الوطني الذي نادى به السياسي محمد علي جناح وهو تكوين وطن لمسلمي الهند، كان لا بد في النهاية أن تقسم شبه القارة الهندية، فيستقل المسلمون في جزء منها وينفرد الهندوس بالجزء الآخر.
وقد اختلفت الآراء في هذه القسمة التي انتهت إليها شبه القارة، وتساءل الكثيرون: هل كان التقسيم إجراء طبيعيا في هذه الوحدة الجغرافية المتحدة؟ وهل كان في مصلحة السكان الذين تضمهم شبه القارة؟ ألم يكن في وسع السياسيين أن يبحثوا عن وسيلة أخرى يتمكن بها سكان شبه القارة الهندية جميعا، من هندوس ومسلمين وغيرهم، من العيش في سلام دون الالتجاء إلى وسيلة التقسيم؟ هل أضر هذا التقسيم بمصالح المسلمين أو بمصالح الهندوس؟ وهل أرضى التقسيم رغبات الفريقين؟ وهل أنهى التقسيم الخلافات العنيفة التي استمرت أزمانا طويلة بين المسلمين والهندوس؟ وهل كانت القسمة التي انتهت إليها شبه القارة قسمة عادلة روعيت فيها المصالح العليا للسكان؟ وهل أصبحت العلاقات بين المسلمين والهندوس بعد تقسيم شبه القارة بينهما أحسن مما كانت قبل التقسيم أو أسوأ منها؟ ومن هو المسئول الأول عن كل ذلك؟
كل هذه أسئلة تتردد في ذهن كل من يزور شبه القارة الهندية أو من يدرس تاريخها أو تاريخ دولة من دولتيها ... أو يتعرض لدراسة مشكلة من مشكلاتها القائمة وفي مقدمتها مشكلة كشمير.
نامعلوم صفحہ