وقال ابن ناصر: سقط من سماع ابن البطر وابن خيرون قوله: ومن صام من رجب خمسة أيام. والباقي سواء.
قال: وهذا حديث غريب عال من حديث أبي معاوية الضرير، عن الأعمش. وهو غريب من حديث علقمة، عن أبي سعيد، تفرد به أبو عمرو الطبري. ولا يعرف إلا من روايته. ولم نسمعه إلا من رواية أبي بكر النقاش، عنه.
قلت:
هذا الكلام لا يليق بأهل النقد. وكيف يروج مثل هذا الباطل على ابن ناصر، مع تحقيقه بأن النقاش وضاع دجال. نسأل الله العافية.
فوالله ما حدث أبو معاوية، ولا من فوقه بشيء من هذا قط. وليس الكسائي على بن حمزة المقدسي النحوي، فقد جزم بأنه غيره - الإمام أبو الخطاب بن دحية، فقال: الكسائي المذكور لا يدري من هو. وقال بعد أن أخرج الحديث: هذا موضوع.
قلت:
وللحديث طرق أخرى واهية أيضا، وفي رواتها مجاهيل رويناه في أمالي أبي القاسم بن عساكر من طريق عصام بن طليق، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره بطوله. وفيه زيادة ونقص، وتقديم وتأخير، وقال بعد قوله أنت آمن ومن صام من رجب ستة عشر يوما كان في أوائل من يزور الرحمن، وينظر إلى وجهه، ويسمع كلامه، ومن صام من رجب سبعة عشر يوما نصب الله على كل ميل من الصراط استراحة يستريح عليها، ومن صام من رجب ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبته، ومن صام من رجب تسعة عشر يوما بنى الله له قصرا تجاه إبراهيم وآدم، يسلم عليهما، ويسلمان عليه، ومن صام من رجب عشرين يوما نادى مناد من عند الله: أما ما مضى فقد غفرت لك، فاستأنف العمل.
وله طريق أخرى:
صفحہ 17