38

تبصرہ

التبصرة

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

ادب
تصوف
اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ، وَاحْفَظْنَا مِنَ الْخَطَايَا وَالآثَامِ، وَارْحَمْنَا بِفَضْلِكَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، وَانْفَعْنِي وَالْحَاضِرِينَ بِمَا يَجْرِي عَلَى لِسَانِي مِنَ الْكَلامِ بِرَحْمَتِكَ يَا عَظِيمُ يَا عَلامُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إدريس إنه كان صديقا نبيا﴾ إِدْرِيسُ اسْمُهُ أخنُوخُ بْنُ يردَ بْنِ مهلاييلَ ابن قيدار بن أنوش بن شيث ابن آدَمَ ﵇. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﵄: هُوَ أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ بَعْدَ آدَمَ، وَكَانَ يَصْعَدُ لَهُ فِي الْيَوْمِ مِنَ العمل ما لم يَصْعَدُ لِبَنِي آدَمَ فِي السَّنَةِ، فَحَسَدَهُ إِبْلِيسُ وَعَصَاهُ قَوْمُهُ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ مَكَانًا عَلِيًّا، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ. قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ: وُلِدَ إِدْرِيسُ فِي حَيَاةِ آدَمَ، وَقَدْ مَضَى مِنْ عُمْرِ آدَمَ ستمائة سَنَةٍ وَاثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ ثَلاثِينَ صَحِيفَةً، فَدَعَا قَوْمَهُ وَوَعَظَهُمْ وَنَهَاهُمْ أَلا يُلابِسُوا وَلَدَ قَابِيلَ، فَخَالَفُوهُ فَجَاهَدَهُمْ وَسَبَى مِنْهُمْ وَاسْتَرَقَّ. وَهُو أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ وخاط الثياب، ورفع وهو ابن ثلاثمائة وخمس ستين سَنَةً. وَعَاشَ أَبُوهُ [آدَمُ] بَعْدَ ارْتِفَاعِهِ مِائَةً وَخَمْسًا وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَفِي الْمَكَانِ الَّذِي رُفِعَ إِلَيْهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ أَنَّهُ رَأَى إِدْرِيسَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ. وَقَدْ رُوِّينَا أَنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ. رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. حَكَاهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ. وَفِي سَبَبِ رَفْعِهِ إِلَى السَّمَاءِ ثلاثة أقوال:

1 / 58