تبرید فی التراث العلمی العربی

سائر بصمه جي d. 1450 AH
55

تبرید فی التراث العلمی العربی

التبريد في التراث العلمي العربي

اصناف

المبحث الثاني: العلماء العرب والمسلمين

تناول عدد من العلماء العرب والمسلمين حاسة اللمس منذ القرن 4ه/10م، وقد كانت لهم آراء متعددة؛ فمنهم من وافق اليونانيين الرأي ومنهم من خالفهم. (1) إخوان الصفا (القرن 4ه/10م)

لقد تأثر إخوان الصفا بما طرحه أرسطو وأفلاطون في كتابه «طيماوس» لشرح الكيفيات الملموسة، وذلك في إطار حديثه عن الإحساسات العامة للجسم.

21

وقد قرر إخوان الصفا أن حاسة اللمس تدرك عشرة أنواع: «الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والخشونة واللين والصلابة والرخاوة والخفة والثقل.»

22

إلا أن ما يميز شرح إخوان الصفا هو وصفهم لكيفية إدراك القوة اللامسة للحرارة والبرودة، حيث تنقل الأعصاب الأثر من الجسم إلى مركز الحاسة في الجبهة الأمامية للدماغ للقيام بالتصرف المناسب، وفي حال كانت درجة حرارة الجسم مقبولة فلن تتغير الاستجابة عندها، لكن يستحيل أن يتشابه جسمان في كل الصفات؛ إذ لا بد وأن تختلف بعضها عن بعض.

قال إخوان الصفا: «أولا هو أن مزاج بدن الحيوان في دائم الأوقات يكون على قدر ما من الحرارات والبرودات؛ فإذا لاقاه جسم آخر فلا يخلو أن يكون ذلك الجسم أشد حرارة من البدن أو أشد برودة منه، أو مساويا له في ذلك؛ فإن كان أشد حرارة منه زاد سخونة ما عند ملاقاته له، وإن كان أبرد منه زاد برودة ما، فتحس القوة اللامسة بذلك التغيير والاستحالة، فتؤدي خبرها إلى القوة المتخيلة التي مسكنها مقدم الدماغ. وإن كان ذلك مساويا لمزج البدن في الحرارة والبرودة جميعا فلا يغير منه شيئا ولا يؤثر فيه، ولا تحس القوى بشيء، ولكن لا يخلو ذلك الجسم من أن يكون أخشن من البدن أو ألين منه، فتحس القوة بذلك التغيير والاستحالة. وإن كان مساويا أيضا في هاتين الصفتين، فلا يؤثر فيه شيئا، ولا يقع الحس فيه، ولكن لا يخلو ذلك الجسم من أن يكون أشد صلابة من البدن أو أشد رخاوة منه، فيؤثر فيه، فتحس القوة بذلك التغيير. وقلما يوجد جسمان متساويان في هذه الصفات الست من الحرارة والبرودة واللين والخشونة والصلابة والرخاوة.»

23

وقد أدرك إخوان الصفا أن حاسة اللمس تكون أكثر حدة في أيدينا؛ لأن مستقبلات اللمس أو الأعصاب الحسية شديدة التركيز هنا، وخصوصا في أطراف الأصابع؛ فالإنسان يملك في المتوسط مائة من أطراف الأعصاب في كل 1سم

نامعلوم صفحہ