وَأما الثَّانِي فَهُوَ الإِمَام الْعَالم الْوَلِيّ رَضِي الدّين أبي بكر بن عمر بن مَنْصُور الأصبحي الْمَشْهُور بالشنيني فقد تقدم من مشايخه عِنْد ذكر أَخِيه مَا يُغني عَن الْإِعَادَة وَقَرَأَ على الإِمَام الْعَلامَة أبي إِسْحَاق عَليّ بن أبي بكر بن شَدَّاد المقرىء وَأَجَازَ لَهُ ولولده النجيب مُحَمَّد ثمَّ إِنَّه لَازم الإِمَام جمال الدّين الريمي واجتهد بِالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ بِمَدِينَة زبيد وبمدينة تعز فَفتح عَلَيْهِ بِعلم الْفِقْه أَكثر مِمَّا فتح على أَخِيه وشارك بِغَيْرِهِ من سَائِر الْعُلُوم فسكن قَرْيَة المحفد الْمَكَان الَّذِي تَحت جبل عقدَة ووهبه الْمَشَايِخ بَنو نَاجِي أَرضًا جليلة نافعة وأحسنوا إِلَيْهِ غَايَة الْإِحْسَان فتصدر للتدريس وَالْفَتْوَى وَأَقْبَلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَلم يقبل مِنْهَا إِلَّا مَا تحقق حلّه ثمَّ انْتقل من المحفد إِلَى قَرْيَة شنين الْبَلدة الْمَعْرُوفَة بالسحول الَّتِي نسب إِلَيْهَا فَهُوَ مَشْهُور بالشنيني وَلَيْسَت أصل بلد أَبِيه وجده كَمَا تقدم فَلَمَّا سكن بهَا تَلقاهُ أهل الْبَلَد بالجلالة والاحترام فَعلم بِهِ شيخ بعدان وَهُوَ الشَّيْخ أَبُو بكر بن معوضة فَنزل إِلَيْهِ إِلَى مَكَانَهُ وَأظْهر من الْفَرح بوصوله مَا هُوَ اللَّائِق بِحَالهِ وَزَاد فِي إكرامه ثمَّ نظر إِلَى الْبَيْت الَّذِي هُوَ يسكنهُ فَرَآهُ صَغِيرا غير لَائِق بِهِ فَبنى لَهُ دَارا وَاسِعَة الْأَركان على شكل الدَّار الَّتِي يسكنهَا رَضِي الدّين ذَلِك الشَّيْخ الْمَذْكُور فَلَمَّا فرغ من عِمَارَته حمل إِلَيْهِ كل مَا يحْتَاج وَملك الإِمَام رَضِي الدّين ذَلِك الدَّار وَمَا فِيهَا وَأطلق يَدَيْهِ فِي الْوَقْف
1 / 48