وحكى الرافعي عنه، حكاية غريبة متعلقة بالقيافة، فقال: وحكى الصيدلاني عن القفال عن الشيخ ابن زيد عن أبي اسحاق، قال: كان لي جار ببغداد، وكان له مال كثير وله ابن يضرب إلى السواد، ولون الرجل لا يشبهه، وكان يعترض أنه ليس منه.
قال فأتاني، فقال: عزمت على الحج، وأكثر قصدي، أن أستصحب ابني وأريه بعض أهل القيافة.
فنهيته وقلت: لعل القائف يقول ما تكرهه وليس لك ابن غيره، فلم ينته وخرج.
فلما رجع قال لي: إني استحضرت مدلجيا، وأمرت بعرضه عليه، في عدد من الرجال، وكان منهم الذي أرى بأنه منه، وكان معنا في الرفقة، وغبت عن المجلس.
فنظر القائف فيهم، فلم يلحقه بأحد منهم، فأخبرت بذلك، وقيل لي: احضر فلعله يلحقه بك.
فأقبلت على ناقة يقودها عبد لنا أسود كبير السن، فلما وقع بصره علينا، قال: الله أكبر، الراكب أبو هذا الغلام، والقائد الأسود أبو الراكب.
فغشي علي من صعوبة ما سمعت، فلما رجعت من الحج، رجعت على والدتي لتخبرني، فأخبرتني أن أبي طلقها ثلاثا ثم ندم، فأمر هذا الغلام بنكاحها للتحليل، ففعل فعلقت منه، وكان ذا مال كثير وليس له ولد، فاستحقه ونكحني مرة ثانية.
صفحہ 68