وقد كان الرجل السدراتى لما لم لم يتجاوز عنه أبو الخطاب رأى أن قد نزلت عليه مصيبة عظيمة في أجتماع الفضيحة والاعانة عليه ، فسار مغضبا ، متوجها إلى بغداد ليستنفر منها جيشا من تلقاء ابلا جعفر المنصور ، فلما وصل بغداد طلب الدخول على ابى جعفر فوقت على الباب سنة لا يؤذن له في الدخول على ابى جعفر ولا بالانصراف ، فبعد تمام حول اذن له ابو جعفر في الدخول ، فدخل عليه وخلا به ، وسأله عن حاجته ، فقال له : حاجتى أن تنفذ معى عسكرا إلى ناحيتع المغرب ، فامر ابو جعفر بالاستعداد بالمسير إلى أرض المغرب ، فانفذ جيشا وجعل عليه محمدا بن الاشعت الخزاعى اميرا . وذكر بعض أصحابنا ان عدد أهل العسكر خمسون ألفا ، وقال : بعضهم سبعون ألفا ، فجعل على طائفة من العسكر رجلا دون ابن الاشعت ، فتوجه ابن الاشعث قاصدا إلى ابى الخطاب ، فلما انفصل العسكر من مصر أرسل عيونه فكانت العيون تختلف بين الفريقين باخبار كل عيونه فكانت العيون تختلف بين الفريقين باخبار كل منهما إلى الآخر ، وبجميع ما يحدث عندهم فقدمت عيون ابن الاشعث من عند ابى الخطاب فسألهم عن اخباره ، فقالوا له أنجمل ام نفضل ؟ فقال : بل اجملوا ، فقالوا رأينا رهبانا بالليل واسدا بالنهار ، يتمنون لقاءك كما يتمنى المريض الطبيب ، لو زنى صاحبهم لرجموه ولو سرق لقطعوه ، خيلهم من نتاجهم ، ليس لهم بيت مال برتزقون منه وانما معاشهم من كسب ايديهم . فلما سمع بان الاشعت ما وصفوه هاله ذلك ظن فشاور الامير الذى دونه في الرجوع فابى له من ذلك .
صفحہ 34