وبلغنا ان أمرأتين قد خرجتا من القيروان حين فتحها الله لابى الخطاب بعد هزيمة أهلها ، فنظرت احداهما إلى القتلى مزملين في ثيابهم كانهم رقود ، فقالن لصاحبتها : انظرى اليهم كانهم رقود . فسمى ذلك الموضع رقادة إلى اليوم ولما دخل ابو الخطاب المدينة أمر أهل المدينة بان يخرجوا إلى قتلاهم ليدفعوهم .
وقد أمر ابو الخطاب من يتفقد القتلى ، فوجد قتيلا واحدا منهم مسلوبا ، وامر مناديا ينادى في عسكره من نزع عن أحد من القتلى شيئا فليردده ، فلم يردد أحد شيئا فعلم ان سالبه عمل غير صالح ، فلما أيس من رده سلب القتيل المذكور طوعا ، ومخافة من عقاب الله تعالى ، ودعا أبو الخطاب ربه عزوجل أن يفضحه ويظهر على اعين الناس فامر أبو الخطاب فرسان من عسكره بان يخرجوا ويجروا خيلهم بين يديه وكان فيهم رجل فارس ن سدراته فلما اجريت الخيل انقطع حزام سرج السدراتى ن فوجد كساء سفسارية تحت سرجه ، فسقط الكساء على أعين الناس وقيل بل كان جبة حرير . قلت والجراد أيضا عند الاحيتاج إليه واجابه الدعاء على الخائن كل ذلك من الكرامات فأخذه الامام رحمه الله فعزره حسب ما اقتضاه الاجتهاد .
صفحہ 32