وبلغنا ان ابا الخطاب لما خرج امر مناديه فنادى : ايها الناس من له ابوان كبيران أو أحدهما فليرجع ، ومن له عروس قريب عهدها فليرجع ، ومن اراد الرجوع منكم فليرجع بالليل رجعت طائفة من عسكره فلما كان بالغد أمر خيلا تقطع وراءه فوجد أثر من رجع من الناس إلى أهلهم ، ثم فعل ذلك في الليلة الثانية وفي الليلة الثالثة ، حتى رجعت خيلة فاخبرته بانه لم يبق من يرجع ، وانه لم يبق معه إلا من له رغبة في الجهاد . فعرض عسكره في ستة آلاف ، وقال فيما قال : انى لأرجو لمن خرج في عسكرنا ومات مجاهدا ان يكون من أهل الجنة الا من من فيه أحدى ثلاث قتل نفس بغير نفس ، وافتراش في حرام ز واقتناء أرض غصبا ،. فمن كانت فيه هذه الخصال أو واحدة منهن فليعلم انه واجد منهن مخرجا أما قاتل النفس فبان ينقاد لاولياء انه واجد منهن مخرجا أما لم يعلم له ولي ليشهد على نفسه بتركها واما الاثنتان الاخيرتان فانه ليشهد على نفسه بتركهما والتخلى عنهما . وبلغنا ان أبا الخطاب مر بمدينة " قابس " فحاصر أهلها حتى ضعفوا واذعنوا له بالطاعة فجعل على المدينة عاملا ، وارتحل حتى اذا نزل على القيروان فحاصر المدينة عاملا ، وارتحل حتى اذا نزل على القيروان مرض عاصم السدراتى مرضا شديدا ، كان من اخيار أهل العسكر ن وانجدهم ، واشهدهم شوكة على أهل القيروان فسمع بمرضه أهل القيروان وأنه أشتهى القثاء فبعث أهل القيروان ببائع القثاء ، فسممعوا واحدة من قثائه ، وامروه ان لا يبيعها الا لعاصم السدراتى فمضى البياع بما عنده من القثاء إلى المعسكر ، فاشترى لعصم اصحابه تلك المسمومة فأتوه بها فاكلها فثار فيه سمعها ، حتى هلك ، وقد هرب البياع حين باعها فاستشهد عاصم رحمه الله فصاح أهل المدينة أين عاصم السدراتى المقتول بالسم ؟ ثم جعلوا يقولون مات عاصمكم يا بربر .
صفحہ 30