طبقات مشائخ بمغرب
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
اصناف
اليمين إنما تنعقد على العلم والأحوط أسلم قال أبو سفيان أخذ أبو جعفر رجلا من المسلمين من أهل الموصل فاستحلفه بالطلاق أن ماله علم برجل اتهم أنه عنده، ولا له عنده مال، قال: فحلف الرجل ماله عنده قليل ولا كثير فخلى سبيله، قال: فرجع الرجل إلى منزله، فوجد نعلا للرجل فكتب مسألة إلى الربيع، فقال: لا أجيبه فيها حتى يأتي الرجل بنفسه ، قال فقدم عليه فأمر الربيع أن يجمع أصحابه، قال: فجمعهم فحضر شعيب بن المعروف، وابن عبد العزيز وجماعة ممن من حضره يومئذ، قال فقص الرجل يمينه، قال: فقالوا له: الملوك لا يستحلفون على النعال ولا على ما يشبهها، إنما حاجاتهم الأموال العين، قال فأجمعوا على أنه لا شيء عليه، قال: والربيع ساكت لا يتكلم، قال: فقال: يا أبا عمرو إنما الملوك لا يستحلفون على النعال، قال: صدقت ولكن صاحبنا حلف ماله عنده قليل ولا كثير، وهل تخلوا النعال من أن تكون من القليل أو تكون من الكثير؟ وفي هذه القضيه وجوه منها أنه استحضر محاضريه المذكورين وشاورهم في الفتى وذلك لوجهين أحدهما لعله أن يكون ذلك قبل أن يبرا منهما، فأراد الاشمات بهما، أو أنه استحضرهما بعد أن وقعا فيما وقعا فيه فأراد استعجازهما، وعندي أن الربيع -رحمه الله- شدد في جوابه، لأن في الجواب الذي أصاب صاحبه مخرجا من ذلك الضيق فإن يمينه انعقدت على علمه، ولا علم له بالنعل، وأيضا فان لفظه عندي ما يلزمه منها إلا ما لزمه من ذلك فان فيها تخصيصا لا يقتضيه قصر الحلف لكن لعل أخذه بالاحوط أسلم.
صفحہ 66