257

============================================================

ابو السرور فرج بن عبد الله النوبي كسان عبدا توبيا عتيقا لبعض العرب، تحكم للشيخ الكبير عيسى الهتار، ولزم مجلسه إلى آن توفي فظهرت عليه بركته حتى صار صاحب كرامات واشارات، انتقل بعد وفاة شيخه الى مدينة الجند وتديرها، وكان في مدته رجل يقال له مرغم الصوفي، قد خرج على السلطان المسعود آخر ملوك بني أيوب باليمن وتبعه جمع كثير من الناس، وجرت بينه وبينه وقائع كثيرة غلب في آخرها مرغم الصوفي المذكور وهرب عن البلاد، فكره السلطان الصوفية يسبب ذلك، وحرم عليهم لبس الدلوق والمرقعات، وكان من رأى عليه شيئا من زي الصوفية عاقبه فاتفق أن خرج السلطان يوما وهو في الجند لطلب الصيد، فوافق الشيخ فرجا المذكور وهو مقبل من بعض الاماكن وعليه دلق ومرقعة، فغضب من ذلك وقال: يخالف هذا أمري، ثم أشار الى صاحب الفيل أن يطلقه عليه ففعل، فلما دنا منه صرخ الشيخ في وجهه وقال: الله، فوقع الفيل ميتا وصاحبه مغشيا عليه، فلما رأى السلطان ذلك، نزل عن مركوبه وأقبل يمشي الى الشيخ كاشفا رأسه على طريق الإستغفار، فقال له الشيخ: يا صبي ما تتأدب مع الفقراء خير لك فقال السمع والطاعة، وعاهده على التوبة عن ذلك، ومن يومئذ حسن ظنه

صفحہ 257