164

============================================================

ومتى احتجت الى شيء فصل وتنحن نعطيك، قال: فكنت آتيه بعد ذلك ويقضي حاجتي الى أن توفي، ثم أوصى بي أولاده إذا أتاكم فلان لحاجة فاقضوا حاجته.

وكسرامات الشيخ من هذا القبيل بحر لا ساحل له، وقد جمعها بعض أصحابه في مجلد، وكان للشيخ معرفة تامة في علوم الحقائق وله في ذلك مصنف ن سماه كتاب اللطائف في اجتلاء عروس المعارف، يدل على معرفته وتمكنه، وله أيضا شعر حسن كله في الحقائق منه شيء في كتابه الذي صنفه، فمن ذلك قوله: أيا سائلي يوما عن المنهل العذب شربت بقايا سيدي العجم والعرب واصبحت سكرانا عن الحس ذاهلا فبنت عن الأكوان والذهن واللب وأكثره في هذا المعنى، وكان الشيخ نفع الله به قد لزم في آخر عمره العكفة مع الصيام والقيام والذكر والتلاوة، وأقام كذلك خمس عشرة سنة لا يفطر إلا أيام العيد، ولا يخرج إلا لصلاة الجمعة، وكان لا ينام إلا قليلا جدا ولا يأكل إلا قليلا جدا، وكان يقول: انقطعت عني شهوة الطعام منذ سنين وما آكل إلا اقتداء بصاحب الشريعة المطهرة . وكان يقول: ان كثرة الأكل تخل بالواصل، فكيف بالسالك؟ وكان قد شهر عنه انه يرى النبي في حالة اليقظة، فجاء بعض الناس الى القاضي أحمد التهامي الحاكم بزبيد يومثذ وكلمه في ذلك فقال: تذهب أنا وأنت اليه ونسمع كلامه. قال الراوي: وهو المنكر المذكور، فلما دخلنا عليه ما وقع نظره علينا إلا قال: اما أصحاب الفقيه فلان يعني القاضي، فلا يسلمون رؤية النبي في اليقظة قال: فاستغفرنا الله تعالى وقبلنا رأسه وخرجنا.

وفي رواية ان القاضي قعد عنده ساعة وخرج ولم يكلمه، فقال له الرجل: يا سيدي لم لم تسأله؟ فقال: والله ما قعدت عنده إلا رأيت النبي عنده، وكان القاضي المذكور من الصالحين، ولذلك كشف له عن ذلك وكان لأهل 11

صفحہ 164