( يا قبر أبق على محاسنها
فلقد حويت البر والظرفا ) مروان بن محمد وجارية له لما هرم مروان بن محمد وخرج نحو مصر كتب إلى جارية له خلفها بالرملة وما زال يدعوني إلى الصد ما أرى فآبى ويثنيني الذي لك في صدرى وكان عزيزا أن تبيني وبيننا حجاب فقد أمسيت منك على عشر وأنكاهما للقلب والله فاعلمي إذا ازددت مثليها فصرت على شهر وأعظم من هذين والله أنني أخاف بألا نلتقي آخر الدهر سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر وقال حبيب الطائي يرثي جارية اصيب بها جفوف البلى أسرع في الغصن الرطب وخطب الردى والموت أبرحت من خطب لقد شرقت فى الشرق بالموت غادة تبدلت منها غربة الدار فى القرب وألبسنى ثوبا من الحزن والأسى هلال عليه نسج ثوب من الترب وكنت أرجي القرب وهى بعيدة فقد نقلت بعدى عن البعد والقرب أقول وقد قالوا استراحت لموتها من الكرب روح الموت شر من الكرب لها منزل تحت الثرى وعهدتها لها منزل بين الجوانح والقلب وقال يرثيها ألم ترني خليت نفسى وشأنها ولم احفل الدنيا ولا حدثانها لقد خوفتنى النائبات صروفها ولو أمنتنى ما قبلت أمانها وكيف على نار الليالي معرس إذا كان شيب العارضين دخانها أصبت بخود سوف أغبر بعدها حليف أسى ابكى زمانا زمانها عنان من اللذات قد كان فى يدي فلما قضى الإلف استردت عنانها منحت المها هجري فلا محسناتها أريد ولا يهوى فؤادى حسانها يقولون هل يبكى الفتى لخريدة إذا ما أراد اعتاض عشرا مكانها وهل يستعيض المرء من خمس كفه ولو صاغ من حر اللجين بنانها وقال أعرابي يرثى امرأته فوالله ما أدرى إذا الليل جننى وذكرنيها أينا هو أوجع أمنفصل عنه ثرى أم كريمة أم العاشق النابى به كل مضجع وقال محمود الوراق يرثى جاريته نشو ومنتصح يردد ذكر نشو على عمد ليبعث لى اكتئابا اقول وعد ما كانت تساوى سيحسب ذاك من خلق الحسابا عطيته إذا أعطى سرورا وإن أخذ الذى اعطى اثابا فأى النعمتين أعم نفعا وأحسن فى عواقبها إيابا أنعمته التى أهدت سرورا أم الأخرى التى أهدت ثوابا بل الأخرى وإن نزلت بحزن أحق بشكر من صبر احتسابا محب وجارية له ماتت أبو جعفر البغدادى قال كان لنا جار وكانت له جارية جميلة وكان شديد المحبة لها فماتت فوجد عليها وجدا شديدا فبينما هو ذات ليلة نائم إذا أتته الجارية فى نومه فأنشدته هذه الأبيات جاءت تزور وسادى بعد ما دفنت فى النوم ألثم خدا زانه الجيد فقلت قرة عينى قد نعيت لنا فكيف ذا وطريق القبر مسدود قالت هناك عظامى فيه ملحدة تنهش منها هوام الأرض والدود وهذه النفس قد جاءتك زائرة فاقبل زيارة من فى القبر ملحود فانتبه وقد حفظها وكان يحدث الناس بذلك وينشرهم فما بقى بعدها إلا أياما يسيرة حتى لحق بها رثاء ابنة لأحد بنى حميد قال البحترى يعزي أبا نهشل محمد بن حميد الطوسى عن ابنته ظلم الدهر فيكم وأساء فعزاء بنى حميد عزاء أنفس ما تكاد تفقد فقدا وصدور ما تبرح البرجاء أصبح السيف داءكم وهو الد اء الذى ما يزال يعيى الدواء وانتحى القتل فيكم فبكينا بدماء الدموع تلك الدماء يا أبا القاسم المقسم فى النجدة والجود والندى أجزاء والهزبر الذى إذا دارت الحر ب به صرف الردى كيف شاء الاسى واجب على الحر إما نية حرة وإما رياء وسفاه أن يجزع الحر مما كان حتما على العباد قضاء أنبكى من لا ينازل بالسيف مشيحا ولا يهز اللواء والفتى من رأى القبور لما طا ف به من بناته أكفاء لسن من زينة الحياة كعد الله منها الأموال والأبناء قد ولدن الأعداء قدما وورث ن التلاد الأقاصى البعداء لم يئد تربهن قيس تميم عيلة بل حمية وإباء وتغشى فى مهلهل الذل فيهن وقد أعطى الأديم حباء وشقيق بن فاتك حذر العا ر عليهن فارق الدهناء وعلى غيرهن أحزن يعقو ب وقد جاءه بنوه عشاء وشعيب من أجلهن رأى الوحنة ضعفا فاستأجر الأنبياء واستزل الشيطان آدم فى الجنة لما أغرى به حواء وتلفت إلى القبائل فانظر أمهات ينسبن أم آباء ولعمرى ما العجز عندى إلا أن تبيت الرجال تبكى النساء للإسكندر يعزى أمه عن فقده ولما حضرت الإسكندر الوفاة كتب إلى أمه أن اصنعى طعاما يحضره الناس ثم تقدمى إليهم ألا يأكل منه محزون ففعلت فلم يبسط أحد إليه يده فقالت ما لكم لا تأكلون فقالوا إنك تقدمت إلينا أن لا يأكل منه محزون وليس منا إلا من قد أصيب بحميم أو قريب فقالت مات والله ابنى وما أوصى إلى بهذا إلا ليعزينى به الباب الثامن الوافدات على معاوية من صواحب على سودة الهمدانية بكارة الهلالية الزرقاء أم سنان بنت خيثمة عكرشة بنت الأطرش درامية الحجونية أم الخير بنت حريش اروى بنت عبد المطلب من يضرب به المثل منهن البسوس دغة أم قرفة ظلمة امثال نسائية رددها الحاضر والبادى وفود سودة ابنة عمارة على معاوية عامر الشعبى قال وفدت سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية على معاوية بن أبى سفيان فاستأذنت عليه فأذن لها فلما دخلت عليه سلمت عليه فقال لها كيف أنت يا بنة الأشتر قالت بخير يا أمير المؤمنين قال لها أنت القائلة لأخيك شمر كفعل أبيك يا بن عمارة يوم الطعان وملتقى الأقران وانصر عليا والحسين ورهطه واقصد لهند وابنها بهوان إن الإمام أخا النبي محمد علم الهدى ومنارة الإيمان فقد الجيوش وسر أمام لوائه قدما بأبيض صارم وسنان
صفحہ 217