صاحبها فى التنظيم والتوزيع.. هذه كلها ألقاب لا يرى الإسلام فى حملها حرجا لأنها ألقاب العمل والكفاية. وكل إنسان يكلف أن يكون عاملا وكفئا، "ما الألقاب الفارغة من هذه المعانى فهى التى اعتبرها الدين شارات نبل مكذوب وعظمة جوفاء. وقد نهى نبى الإسلام أن يقول السيد لخادمه يا عبدى، أو أن يقول الخادم لسيده: يا ربى، أو أن يناديه بأى لفظ فيه ضعة العبيد أمام مولاهم الأعلى، فإن الناس- على اختلاف أقدارهم- أخوة على أية حال. وفراعين مصر القدماء اعتبروا أنفسهم من سلالة الآلهة ليفرضوا على الشعب إرادة لا يعقب عليها، فانظر كيف يقول شوقى فى المقارنة بين العصر القديم والعصر الحديث فى قصيدته التى يخاطب بها توت عنخ آمون: "فؤاد" أعز بالدستور دنيا وأعظم منك بالإسلام دينا ذلك لأن الدساتير كفلت حقوق الإنسان، وأمنت حريات الشعوب، ووازنت بين السلطات المختلفة مما يصون المصلحة العامة. والدول التى نضجت كرامتها السياسية ألغت الألقاب تاما، أو أبقتها لتشهد بعينها كيف زال عنها سلطانها القد يم، ف "لوردات " إنجلترا يحكم عليهم "مستر" فلا يشعرون بغضاضة ، ولا يشعر نحوهم بإذلال وكره. أما فى الشرق فلا تزال الألقاب تحكم على الناس بالهوان وتحكم على أصحابها بالغرور. ومن الواجب فك آصارها ومحو آثارها. ورحم الله شوقى إذ يقول: ومن خدع السياسة أن تغروا بألقاب الإمارة وهى رق وكم صيد بدا لك من ذليل كما مالت من المصلوب عنق * * * . من تاريخ الكبراء: مديح الحكام والتغنى بمآثرهم يشغل قسما ضخما من صحائف الأدب العربى ويعد سلم الارتقاء الأول للشعراء الذين يريدون الشهرة والظهور. وتمدح الأمراء ليس سنة إسلامية، بل تقاليد الإسلام فى ذلك تتبع بالنقد والتمحيص فإن كانت عدلا وخيرا أيدت بالعون الصحيح لا بالملق الكاذب، وإن ص _021
صفحہ 19