الحطيئة.. حين يشتغل بالدعوة إلى الناس الحطيئة شاعر هجاء بسط لسانه بالأذى فى أعراض المسلمين حتى عوقب بالسجن على بذاءته. وولع الحطيئة بالشتم غريزة كامنة فيه تدفعه إلى التهجم الدائم، كأنما به جوع إلى نهش الناس والتطاول على أقدارهم، فإذا هاجت فيه هذه الطبيعة النابحة، ولم يجد من يسبه غدا على امرأته يقول لها:
أطوف ما أطوف ثم آوى إلى بيت قعيدته لكاع!!
فإذا فرت امرأته من وجهه، ولم يجد من يسبه عاد على نفسه فنظر إلى المرآة ثم قال:
أرى لى وجها قبح الله خلقه فقبح من وجه وقبح صاحبه!
وعندى أن أصحاب هذه الطباع مرضى، وربما كانت طينتهم من النوع الكلبى الذى إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث!
والناس أنواع، فيهم من يحمل بين جنبيه طبيعة الحمل الوادع، أو الثعلب الماكر،
أو الأسد الهائج، أو الجمل المنقاد.
ولا حيلة لنا فى تغيير الطبائع المركوزة، وما نحاول شيئا يعز على أساطين المربين..
إلا أننا نقترح أن تسند الأعمال إلى أصحابها فى هذه الحياة على ما يلائم شتى الأمزجة، فلا تسند شئون القتال إلا إلى الرجال الأسود.
وربما صح أن يعمل فى ميدان السياسة رجال لهم ختل الثعالب.
أما الدين فأحق من يشتغل به رجال لهم صفاء الملأ الأعلى وخلوصهم من الشوائب والدنايا.
والداهية الدهياء أن يقف فى محاريب الدين رجال من.. من شكل الحطيئة، وأن يتكلم بلسانه صنف من البشر إذا وقع الإنسان لسوء الحظ بينهم فكما يقع الطارق الغريب أمام بيت لا أنيس فيه، ما أن يقرع الباب حتى يقضم رجله كلب عقور. رأيت طائفة من حزب الحطيئة هذا يزعمون أنهم دعاة إلى الله..
صفحہ 152