11
ألا تقول أنت: «عزيزتي مدينة زيوس»؟
12 (4-24) يقول ديمقريطس «إذا شئت أن تعيش سعيدا فلا تعمل إلا أقل القليل .» ولكن أليس من الأفضل أن تقول «لا تعمل إلا ما هو ضروري» إلا ما يتطلبه عقل كائن اجتماعي بالطبيعة وكيفما يتطلبه؟ فمن شأن هذا أن يجلب السكينة الناجمة عن الفعل الصحيح وعن الفعل القليل أيضا. الحق أن أكثر ما نقول وما نفعل هو غير ضروري. فإذا اطرحت الزائد فسوف يكون لديك وقت أكثر وعسر أقل؛ لذا ففي كل حالة على المرء أن يسأل نفسه: «هل هذا شيء ضروري؟» وعليه ألا يطرح غير الضروري من الأفعال فحسب بل من الأفكار أيضا؛ حتى لا تحمله الأفكار الزائدة على أعمال لا لزوم لها.
13 (4-25) جرب أيضا كيف توافقك حياة الإنسان الصالح، حياة ذلك القانع بنصيبه المقسوم من «الكل»، وبأفعاله العادلة وميوله الخيرة. (4-26) أرأيت إلى ذلك؟ فانظر إلى هذا أيضا: لا ترهق نفسك، كن بسيطا دائما. هل أساء إليك أحد؟ إنما إلى نفسه أساء، هل ألم بك شيء؟ حسن، كل ما ألم بك كان مقدرا لك من «الكل» منذ البداية ومنسوجا لك. وباختصار، الحياة قصيرة؛ اغتنم اللحظة الحاضرة بالعقل والعدل. كن صاحيا في استرخائك. (4-27) إما عالم منظم وإما خليط من العناصر المضطربة. غير أنه عالم. وإلا فكيف يمكن أن يبقى داخلك نظام معين بينما الاضطراب يعم «الكل». وهذه أيضا: أن جميع الأشياء، رغم انفصالها وتمايزها، يتخلل بعضها بعضا ويستجيب بعضها لبعض.
14 (4-28) شخصية سوداء، مخنث، عنيد، وحشي، صبياني، غبي، محتال، فظ، مرتزق، مستبد.
15 (4-29) إذا كان غريبا في العالم من لا يعرف مكوناته، فليس أقل غربة من لا يعرف ماجرياته. إنه هارب إذا تملص من المبدأ الاجتماعي، أعمى إذا غض عين العقل، شحاذ إذا اعتمد على الآخرين ولم يذخر في نفسه كل ما يحتاج في الحياة، ورم في الكون إذا انسحب وفصل نفسه عن مبدأ طبيعتنا المشتركة بتبرمه بنصيبه (إذ إن الطبيعة هي التي تجيء بنصيبك مثلما تجيء بك)، إنه منشق خارج على المجتمع إذا سل روحه من روح الكائنات العاقلة جميعا، والتي هي وحدة. (4-30) هذا فيلسوف لا يملك لباسا،
16
وآخر لا يملك كتابا، وهذا نصف عريان يقول «ولكني ملتزم بالعقل.» أما أنا فأقول: إنني أفتقر إلى الغذاء التربوي والتعليمي، ولكني لا أحيد عن العقل . (4-31) أحب الفن الذي تعلمته، أيا كان، وارض به، واقض ما تبقى من حياتك كإنسان نذر نفسه للآلهة بكل قلبه واحتسب عندها كل ما لديه، ولا تجعل من نفسك طاغية على أي إنسان ولا عبدا له. (4-32) تأمل مثلا عصر فيسباسيانوس،
17
فسوف ترى الأشياء نفسها؛ ناس تتزوج، وتنجب أطفالا، ويدركها المرض، وتموت، وتقاتل، وتعيد، وتتاجر، وتفلح الأرض، وتجامل، وتتدافع، وتشك وتتآمر، وتتمنى موت الآخرين، وتتذمر على نصيبها المقسوم، وتقع في الحب، وتكنز المال، وتتوق إلى منصب القنصل والملك، والآن انقضت حياتهم وزالت.
نامعلوم صفحہ