Surah Al-Qasas: An Analytical Study
سورة القصص دراسة تحليلية
اصناف
قال السمين الحلبي: " يجوز فيها ثلاثة أوجه:
الأول - إنه مستأنف بيان لحال الأهل الذين جعلهم فرقًا وأصنافًا.
الثاني - إنه حال من فاعل (جعل)، أي: جعلهم كذا حال كونه مُسْتَضْعِفًَا طائفة منهم.
الثالث - إنه صفة لطائفة " «١» .
وقال الزمخشري: " حال من الضمير في (وجعل) أو صفة لـ (شيعًا) أو كلام مستأنف " «٢» .
وقال أبو حيان: " والظاهر أن (يستضعف) استئناف يبين حال بعض الشيع، ويجوز أن يكون حالًا من مضير " «٣» .
ونحن نرى مما تقدم في الأوجه الخلافية في إعراب (يستضعف) أنهما جميعًا ذات إثراء للنص القرآني في سُوْرَة الْقَصَصِ، وإن كنا نرجح كون (يستضعف) حالًا على رأي الزمخشري، وابن السمين الحلبي، خلافًا لأبي حيان في جعله إياها استئنافًا، وهو تقدير لا يليق بالكلام الإلهي، لأن بلاغة إعراب النص حالًا أقوى من بلاغة إعراب النص استئنافًا، وذلك بمعنى أن الفعل المضارع (يستضعف) إذا أعرب حالًا دل على أن فرعون قام بالاستضعاف حقيقة فعلية، أما إعرابها استئنافًا فليس فيه تلك الدلالة.
﴿يُذَبِّحُ﴾ «٤»
قال السمين الحلبي: " يجوز فيها ثلاثة أوجه: الاستئناف تفسيرًا لـ (يستضعف)، أو حال من فاعله، أو صفة ثانية لـ (طائفة) " «٥» .
(١) ينظر الدُّرُّ المَصُون: ٥/ ٣٣١. (٢) الكَشَّاف: ٣/ ١٦٥. (٣) البَحْر المُحِيْط: ٧/ ١٠٤. (٤) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ٤. (٥) الدُّرُّ المَصُون: ٥/ ٣٣٢.
1 / 69