Surah Al-Qasas: An Analytical Study
سورة القصص دراسة تحليلية
اصناف
" وقد أجمع علماء الإسلام في هذا العصر على رفض هذا الرأي وعده مخالفًا لضوابط تفسير القرآن، بل عدوه تكذيبًا للقرآن نفسه " «١»، فقد قال جل وعلا: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقّ﴾ «٢» . وقوله تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَق﴾ «٣»، وقوله تعالى: ﴿نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ﴾ «٤»، وقوله تعالى: ﴿فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَق﴾ «٥» .
ونحن نعلم مما تقدم إن هذه المحاولات الإلحادية للقضاء على حقيقة النص القرآني ورميه بالزيف التاريخي وحاشاه فقد بدأها طه حسين «٦» نقلا عن نولدكه (المستشرق اليهودي الألماني الشهير) «٧»، وليس الهدف منه سوى الإساءة للنص القرآني في مبناه ومعناه على ما نراه في المطلب القادم.
المطلب الأول: أدلة القائلين بوجود الأساطير والتكرار في القرآن الكريم والرد عليهم
لقد اعتمد القائلون بوجود الأسطورة (بمعناها الخرافي، أي الذي لا وجود له إلا في القصص) على الأدلة الآتية التي تدعم زعمهم بوجودها في الَقُرْآن الكَرِيم نفسه:
_________
(١) تطور تفسير القرآن: ص٨٥.
(٢) سُوْرَة آلِ عِمْرَانَ: الآية ٦٢.
(٣) سُوْرَة الكَهْفِ: الآية ١٣.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣.
(٥) سُوْرَة هُوْد: الآية ١٧.
(٦) في الشعر الجاهلي. طه حسين. ط١. دار المعارف بمصر. ١٩٢٤ م: ص٣١
(٧) المستشرقون. نجيب العفيفي. ط٤. دار المعارف بمصر ١٩٨٥ - ١٩٨٧ م: ١١/٢١٣، وكتابه اسمه (تاريخ الَقُرْآن) وهو أول من تبنى هذه النظرية.
1 / 39