أبي الجَوْزاءِ (^١)، عن ابن عبّاس؛ قال: كانت تُصلِّي خلفَ رسول الله ﷺ امرأةٌ حسناءُ من أحسنِ الناسِ، فكان بعضُ القومِ يتقدَّمُ في الصَّفِّ
_________
= عن تضعيفه". اهـ. وانظر: "النكت الظراف" (٦/ ٢٨٠)، و"الفتوحات الربانية" لابن علان (٤/ ٣٢٠)، و"إتحاف السادة المتقين" (٣/ ٤٧٨)، و"الآثار المرفوعة" للكنوي (ص ١٣١).
ونقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (٨/ ٨٤) عن ابن حبان قوله - في عمرو بن مالك هذا -: "يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويغرب".
وقول ابن حبان: "يخطئ ويغرب" إنما هو في ترجمة عمرو بن مالك البصري الراسبي المتأخر، وهذا نص كلامه في الطبقة الرابعة طبقة أتباع التابعين من "الثقات" (٨/ ٤٨٧): "عمرو بن مالك النكري: من أهل البصرة، يروى عن الفضيل بن سليمان، حدثنا عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي وغيره من شيوخنا، يغرب ويخطئ". لكن الظاهر أن الحافظ ابن حجر تابع مغلطاي في هذا؛ فإنه نقل في "الإكمال" (١٠/ ٢٥١) قول ابن حبان في "الثقات"، وفيه زيادة قوله: "يغرب ويخطئ"، وقد يكون الإشكال وقع بسبب سقم نسخة الحافظ ابن حجر من "الثقات" لابن حبان؛ فإنه كان يشكو من سقمها؛ كما تجده في ترجمة رافع بن سلمان من "لسان الميزان" (٢/ ٤٤٢ رقم ١٨٠٤)، وترجمة قيس بن مروان من "تهذيب التهذيب" (٨/ ٢٠٣).
ويحتمل أن الراسبي أيضًا يقال له: النكري، لكنه متأخر الطبقة؛ من شيوخ أبي يعلى وابن جرير الطبري، فقد ترجم له ابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٥٠ رقم ١٣١٥) فقال: "عمرو بن مالك النُّكري: بصري منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث"، ثم ذكر تضعيف أبي يعلى له، وهذا إنما هو الراسبي الغبري؛ وقد نبَّه عليه الحافظ نفسه في "التهذيب" (٨/ ٨٣) في ترجمة الراسبي، فقال بعد أن ذكر كلام ابن عدي فيه: "إلا أنه قال في صدر الترجمة عمرو بن مالك النكري، فوهم؛ فإن النكري متقدم على هذا". اهـ.
وقد روى ابن جرير في "تهذيب الآثار" عن الراسبي - وهو شيخه - فقال: "حدثنا عمرو بن مالك النكري". وأما ابن ماكولا في "الإكمال" (١/ ٤٥١) فلم يذكر سوى النكري الراوي عن أبي الجوزاء.
وانظر: "تهذيب الكمال" (٢٢: ص ٢١١ - ٢١٢).
(^١) هو أوس بن عبد اللّه الرَّبَعي - بفتح الموحدة - أبو الجوزاء - بالجيم والزاي - بصري، ثقة، يرسل كثيرًا، مات سنة ثلاث وثمانين، روى له الجماعة؛ كما=
6 / 30