أَن يكون الحَدِيث عِنْده عَنْهُمَا مَعًا
فَأَما أَن يحكم بِأَنَّهُ لم يسمعهُ مِنْهُ لزِيَادَة رجل فِي الْإِسْنَاد مُطلقًا فَفِيهِ نظر لَا سِيمَا فِي رِوَايَة الْأَبْنَاء عَن الْآبَاء عَن الأجداد أَو عَن الْآبَاء فَقَط أَو الْإِخْوَة بَعضهم عَن بعض فكثيرا مَا يتحملون النُّزُول وَيدعونَ الْعُلُوّ وَإِن كَانَ عِنْدهم حرصا على ذكره عَن الْآبَاء والأجداد وإبقاء للشرف وَلذَلِك مَا تَجِد الْأَسَانِيد تنزل كثيرا فِي الْمسَافَة فِي هَذَا النَّوْع فَيدعونَ الْإِسْنَاد العالي إيثارا لطلب الْمَعَالِي
كَمَا أَنا يَوْمًا شَيخنَا أَمِين الدّين أَبُو الْيمن عبد الصَّمد بن أبي الْحسن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي بمنزله من مَكَّة شرفها الله تَعَالَى بِحَدِيث من طَرِيق آبَائِهِ فِيهِ نزُول فِي الْمسَافَة فَذكر لنا أَنه وَقع لَهُ بِسَنَد أَعلَى مِنْهُ وَإِنَّمَا آثر هَذَا لذكر آبَائِهِ ثمَّ قَالَ وَمثل ذَلِك عِنْد أهل الصَّنْعَة يقْصد وَعَلِيهِ فِي إِرْث المنقبة يعْتَمد وَإِلَيْهِ فِي علو الْمرتبَة يعمد
كَمَا حَدثنِي شَيخنَا الْحَافِظ الإِمَام فَقِيه أهل الشَّام أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان ﵀ من لَفظه إملاء وَقِرَاءَة غير مرّة قَالَ حَدثنِي أَبُو المظفر عبد الرَّحِيم بن الْحَافِظ أبي سعد بمرو الشاهجان وَكتب بِهِ إِلَيْنَا أَبُو المظفر مِنْهَا عَن أبي التضر عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَبَّار
1 / 94