ولدينا عدا الثماني العشرة الأقاليم أراض واسعة للزرع والمرعى بمنشورية ومنغولية وسنكيانج، فضلا عن أراضي المرعى الواسعة في التيبت وكوكونور، ويمكن تثميرها على سعة بأسلوب التقسيم الجماعي الذي أشرت إليه في برنامجي الأول.
أما إقامة المعامل لصنع آلات الزراعة وأدواتها، فإن الحاجة إليها تعظم كلما مضى العمل في الزراعة والاستصلاح، وأيسر لنا أن نصنعها في بلادنا من استيرادها من البلاد الخارجية، لكثرة الأيدي العاملة عندنا ووفرة الحديد والفحم في أرضنا، ولا بد لذلك من تخصيص مقادير كبيرة من رءوس الأموال تنفق على المصانع التي يحسن أن تقام في مراكز الصناعة أو على مقربة من مناجم الحديد والفحم، حيث توجد الأيدي العاملة وتوجد الخامات.
التخزين والتصدير
والحبوب أهم مواد الغذاء التي تخزن وتصدر وهي اليوم تخزن بمقادير قليلة؛ لأنها إذا خزنت بمقادير عظيمة تعرضت للسوس والتلف والآفات الجوية، فلا تخزين إلا إذا قل المقدار وتعهدته العناية الدائمة مدة من الزمن.
وتصديرها كذلك باهظ النفقة؛ لأنها تنقل على الأكثر محمولة على الأكتاف، ثم تتعاورها وسائل النقل التي لا نظام لها متى وصلت إلى البحار.
فإذا أحسنت أساليب التخزين والتصدير توفرت لنا ثروة كبيرة، ورأيي في هذه المسألة أن تبنى خلال الديار سلسلة من مخازن الحبوب، وأن يصنع لها أسطول خاص في المياه المختلفة تتولى بناءه مصلحة التنمية الدولية، ويعهد إلى المختصين بتقدير رأس المال اللازم لهذه المشروعات وتعيين مواضع التخزين ...
إعداد الغذاء وحفظه
وإلى اليوم يجري إعداد الغذاء وحفظه على الأساليب البدائية القليلة، لسداد أقساط الديون وفوائدها.
وغير ميسور لنا أن نتمم صناعات الأطعمة دون أن نعنى عناية خاصة بمحصول الشاي وفول الصوية، فإن شراب الشاي معروف جدا بين الأمم المتحضرة، وفول الصوية آخذ في الاشتهار بمزاياه الغذائية بين الباحثين العلميين وخبراء الحكومات المنوط بهم تدبير الطعام، والشاي أصح الأشربة وأطيبها للناس ينتج من الصين وتقوم على زرعه وتحضيره صناعة من أهم الصناعات الوطنية، وقد مضى زمن كانت فيه الصين مصدره الوحيد في أنحاء العالم، ثم نازعتها إياه اليابان والهند.
ولكن الشاي الصيني لا تزال له ميزته على محصولات البلاد الأخرى؛ إذ الشاي الهندي مفرط في الحموضة والشاي الياباني تعوزه النكهة الشهية، فأفضل أصناف الشاي ما يخرج من الصين منبته الأول، ولم تخسر تجارة الشاي الصينية إلا من جراء غلاء التكاليف اللازمة لإنتاجه ومنها الضرائب المحلية وضرائب التصدير ونقص وسائل الزراعة، وليس أيسر من استرداد مكاسب هذه التجارة متى رفعت الضرائب واتبعت الوسائل الحديثة في زرعه، ورأيي أن تبنى في أقاليم الشاي معامل حديثة لتحضير الشاي بالآلات بدلا من تحضيره بالأيدي كما يحصل الآن، وبهذا تقل التكاليف وتزداد الجودة، وإذا كان إقبال العالم على الشاي في ازدياد ولا سيما بعد تحريم الخمر في الولايات المتحدة فالمشروع الذي يقوم على تحسين الصنف وتيسير ثمنه مشروع جزيل الربح بغير مراء.
نامعلوم صفحہ