Summary of the Islamic Conquests
موجز عن الفتوحات الإسلامية
ناشر
دار النشر للجامعات
ایڈیشن نمبر
-
پبلشر کا مقام
القاهرة
اصناف
المحاولة الأولى: حملة سفيان بن عوف "سنة ٤٩هـ/ ٦٦٩م":
أرسلها معاوية بن أبي سفيان برا، فاخترقت آسيا الصغرى وافتتحت حصونا كثيرة في الأناضول حتى وصلت إلى سواحل "بحر مرمرة"، ثم بعث معاوية ابنه "يزيد" مددا لسفيان بن عوف وجعله أميرا شرفيا على الحملة، ومعه نفر من أبناء الصحابة، مثل عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري ﵃. وقد اشتبك المسلمون مع الروم في القتال، واستشهد الكثير من الصحابة، منهم أبو أيوب الأنصاري الذي دفن بالقرب من مدينة "بروسة". وقد حال الشتاء القارس وصعوبة الإمدادات البشرية والتموينية -لبعد المسافة وضعف وسائل النقل في ذلك الوقت- ثم نقص الأطعمة والأغذيةن وتفشي الأمراض بين الجند، ومناعة "القسطنطينية" -حال ذلك كله دون فتح المدينة. ولقد حاول المسلمون عبثا اختراق أسوارها بعد حصارها، إلا أنهم فشلوا في ذلكن فعادوا دون خسائر كبيرة "عام ٥٠هـ"١.
وقد تنبأ النبي ﷺ بهذه الغزوة، ووعد أهلها المغفرة، فقال ﷺ فيما رواه البخاري عن أم حرام بنت ملحان: "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا، وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم".
وكان الدرس الهام الذي خرج به معاوية من هذه الحملة هو ضرورة تدعيم القوات البرية التي تغزو "القسطنطينية" بقوات بحرية ضخمة، حيث تحيط المياه بالمدينة من ثلاث جهات، وعكف على تجهيز هذا الأسطول مدة اربع سنوات استطاع خلالها تدريبه عمليا باسترداد جزيرة "رودس" "عام ٥٢هـ/ ٦٧٢م" -وكان الروم قد استردوها أثناء فترة خلافة عثمان ﵃ ثم جزيرة "كزيكوس" "وهي جزيرة أرواد" "عام ٥٤هـ/ ٦٧٤م"، والتي سيجعل منها المسلمون مقرا لإدارة الحصار الثاني للقسطنطينية، والذي بدأ "عام ٥٤هـ"٢.
_________
١ راجع: تاريخ خليفة بن خياط ص"٢١١"، تاريخ اليعقوبي "٢/ ٢٢٩"، تاريخ الطبري "٥/ ٢٣٢"، الكامل لابن الأثير "٣/ ٣١٤، ٣١٥".
٢ راجع: الدولة الأموية دولة الفتوحات، لنادية مصطفى "ص٢٤".
1 / 33