============================================================
ملك بابل أنه قال : قد تخرج الرعية بعنف السياسة إلى ما لا تريد من المعصية وانه قال فى وصية : ينبغى لمن تغظب على ملك وغصبه(1) ربه أن يحفظ الصورة والشريطة التى سلم عليها تلك المملكة ؛ فإنها محفوظة عليه وثابتة فى قد سلم تلى المملكة له، فإنها ستخرج من يليه بمل ما صارت إليه . وقيل: ان هذه الوصية كاتت مكتوبة فى مجلسه بازاء سريره وهوضع قضائه.
ففهم المرزبان ما أراد، إلا أنه احب الوقوف على آخر ما عنده، فقال له: الأمر على ما بلغى أيها الشيخ: افقال رنيس الزمازمة : إذا كان الأمر على ما بلغنى فها لك لم تستعمل الكمة التى علمت، وعنفت فى سياسة الرعية عنفا أخرجها، او لعله أن يخرجها، ولم تذر خروج هذه المملكة من يديك بعل ما صارت الياى ؟.
فلما بمع المرزبان مقالة رنيس الزمازمة انتهره وتهدده، وكان شيخا ضعيف البن كبير السن، فسقط الى الأرض مغشيا عليه وحمل إلى منزله فمات بعد أيام، فعظمت المصيبة لموته وساعت القالة(1)، وسمحت الأنفس من الشقاق بما كانت منقبضة عنه، وفشا ذلك فى الرعية فشوا تاما، فاستحضر المرزبان وجوه من بحضرته فوعظهم وحذرهم بطش كسرى ور غبهم فى العافية ، فأرضوه بالسنتهم وسللوا عنه وغلظ امر أهل الأطراف المنتقضة، ل وشغل عنهم المرزبان بتحضير البيضة(1)، فبعثوا رسلا إلى الأركن الذى كان ملكهم يسالونه الصفح عنهم ، وأن يبعث اليهم رجلا يتحيزون إليه . فأعطاهم امانا عاما واستعل عليهم عاملا، فالقوا اليه المقاليد واستبصروا فى طاعته ونحوا فى النب عنه .
ال واضطر المرزبان إلى أن يبعث إليهم جيشا ، فبعث فعابوا منهزمين مفلولين(2)، ولم يجد بدا من الخروج اليهم بنفسه ، فحصن دار الملك واستخلف عليها من ظن آنه يضبطها، وخرج منها متوجها الى عدوه : فلما فصل عن المدينة وثب أهلها بأصحابه، فاستوعبوهم قتلا وتشريدا (1)اى نصره0 (2) أى ساعت الاقاويل بين الناس .
(3) اتبيضة : الخوذة من الحديد وهى من آلات الحرب لوقاية الراس ؛ أى انه استعد للقتال .
4)مشردين.
صفحہ 98