============================================================
الوكان يقال : إتما يكون قبول الصواب ورده بحسب قوة التخيل الفكرى ال وضفه؛ فمن قوى تخيل فكره فهو فى سلطان الرآى غالب، ومن ضعف تخيل فكره فهو فى سلطان الهوى غالب ، وعلى حكم هذا القانون فمن عدم الفكرة فى الأمور التحق بالبهائم .
ثم قال الشيخ الفارسى : وإن فيروز سار قاصدا نحو الخنشوار حتى إذا انتهى الى تلك الصخرة التى نصبها الخنشوار علما لتخوم أرضه، واستحلف فيروز ألا يجاوزها . أمر فيروز بقلعها وحملها على فيل ، ونن يكون الذى ال يلها بين يدى عسكر فيروز، ونهى آلا يتجاوز ذلك الفيل أحد من المعسكر، اما أبعد عن ذلك العوضع الذى كاتت الصخرة فيه حتى جاءه رجل من ثقات اصحابه فأخبره ؛ أن أسوارا(1) عظيم القدر من أساورته قل رجلا مسكينا ظلما ال اوعوانا، وجاء آخو ذلك المسكين المقتول فاستغاث بفيروز وتظلم من الأسوار قاتل أخيه، فأمر فيروز بمال يرضيه به من دم أخيه، فأبى قبول المال وقال : الا يرضينى إلادم قاتل أخى، فأمر فيروز بطرده فانطلق من فوره إلى الأسوار الذى قيل أخاه فشد عليه بخنجر فى يده ، فلما رآه الأسوار حرك فرسه هاربا ال بين يديه، وانتهى الخبر إلى فيروز فتعجب من ذلك فنزل وزير من وزراء يروز عن دابته، وتقدم بين يدى دابة فيروز فسجد له، فساله فيروز عن آصره فنكر آنه يريد الخلوة معه فى مهم عرض له ، فأمر فيروز فخرب له ضطاط ففزل فيه وأذن لذلك الوزير فسخل عليه وأمره بذكر ما عنده .
فقال له : أيها الملك السعيد : ملكت الأقاليم السبعة(1) وعمرت غمر ال يوراسف (1) فى مل عزته وقوته ، لقد ظهرت غياته أول الأوائل بك بما ضربه لك من المل فى امر هذا الأسوار إذ كان أسوارا نجدا هرب بين يدى مسكين (1) كلمة فارسية تعنى القائد الجيد الرمى بالسهام الثابت على ظهر الفرس .
(2) الاقاليم السبعة : هو تقسيم الحكماء للمعمور من الأرض وهو يبدأ من الشمال الى الجنوب، كل واحد منها آخذ من الغرب إلى الشرق على طوله . مقتمة ابن خلنون .(79 (2) بيور اسف : من ملوك الفرس العظماء، وكان لقبه الضحك وهو اعراب ذذاك معناه : نوعشرة آفات مفاتيح العلوم (63).
صفحہ 45