============================================================
مفكرا فيما تكلم به .
فقال الشيخ : لا يصدن الأمير عنى حقارة قدرى عنده فإنه كان يقال : لا تحقرن من الاتباع أحدا فإنك تتتفع به كائنا من كان ، وهو آحد رجلين ، إما شريف فتتجمل به، وإما وضيع فيحمى عرضك ويصون مروعتاى وعلى انى لست أعنى بحقارة قدرتى عند الأمير حقارة أخلاق ، ولا حقارة اعراق، فاما اخلاقى فامتحانها بيد الأمير ، وأما أعراقى(1) فانى برهمى من براهمة االبرهميين(1) سيد ملوك الفرس المتوسط بينها وبين أول الأوائل ، وإنما أعنى حقارة دينى عند الأمير وكونى فى عقد نمته(2)، وصغار حزيته(2).
فقال المأمون : ما بنا عنك أيها الشيخ من رغبة ، وان انتقلت من نمتا إلى ملتتا الحفناك شعارا.
فقال الشيخ : ان الباعث من نفسى إلى ما دعانى اليه الأمير لسديد، ولكن لا افعطه فى مقامى هذا ، ولعلى ان افعله فيما بعد ، ثم قال : ايأنن لى الأمير أن اتكلم فيما فاوض الأن وزراءه فيه ، فقال له المامون : نعم .
فقال الشيخ : قد سمعت ما أشار فيه وزراء الأمير وكل منهم مجتهد فى الإصابة ولست أرضى شينا مما ذهبوا إليه، فقال له المامون : أطلعنا طى فقال الشيخ : إنى أجد فى الحكم التى ورثها آبائى عن آبائهم : لنه ينبفى للعاقل إذا دهمه ما لا قبل له به أن يلزم نفسه التسليم لحكم قاسم للحظوظ و لا ال يضيع من ذلك نصيبه من الدفاع بحسب طاقته، فإنه ان لم يحصل على الظفر حصل على العذر فقال المامون : أيها الشيخ : إنه كان يقال : لا رأى لكنوب، ال اوقد سحت أنفسنا لك بالثقة من غير امتحان ، وما نلك لاختيارنا إضاعة (1) أى نسبى وأصلى .
(2) البراهمة : هم خدمة إله الهنود (برهما) يعبدون كل شىء صوى للله صبحانه وتعالى : (2) أى أنه من أهل الذمة.
4) الجزية : والجمع جزى وجزاء : ما يؤخذ من النمى لأتها تجزى عنه أى تكفيه معاملة الحربيين:
صفحہ 42