============================================================
أخبره منجموه بقوة هولده ، وسعادة جذه، ووصول الملاى إليه بعد شدة ومحنة ال وطول اغتراب، وأنه ينشأ بين أمة نابية(1) ؛ ذات همم عليه ، وحلوم زكية(2)، الونفوس آبية، وبهم يصير الملك إليه، فأجال يزدجرد فكره فى خصائص الأمم الومزاياها ، فراى أن العرب اولى الأمم بتلك الأخلاق التى وصف له المنجمون ، ووقع اختياره عليهم .
فكتب إلى النعمان الاكبر ابن امرى القيس بن عدى بن نصر اللخمى فاستحضره واشخص إليه جماعة وافرة من رؤساء العرب وساداتها، فوصلهم اوبرهم واخبرهم بما يريد من تعليك النعمان عليهم ، فانعموا عليه بذلى شرف النعمان وتوجه وملكه عليهم وعلى العرب وسلم اليه ابنه بهرام ، وأمره بكفالته، فاخذه النعمان واسترضع له أربعة نسوة، صحيحات الأجسام ، نكيات الفهوم سنيات الأعراق وسريات الأخلاق ؛ امرأتين من العرب وامراتين من الفرس، واجرى عليهن ما يصلحهن ، وانكفا ببهرام إلى بلاده فبنى له الخورنق (4)، لما اتفق عليه من طيب الهواء وفضيلة الماء، فأرضع العرضعات بهرام أربعة أعوام ثم فصلنه ، وقد صار غلما جفر السرعة(5) نشأته وشبابه .
ولما استكمل بهرام خمسة أعوام قال للنعمان : انظر فى تعليمى ما يحتاج الملوك اليه، فحدث بينهما محاورة، ليس هذا موضع ذكرها أودعناها كتابنا السى (درر الغرر) العضمن أثباء نجباء الأبناء، فكتب النعمان الى يزدجرد (1) اى ذات شرف ورياسة .
(2) العلوم : مفردها حلم : وهو العقل .
(2) النعمان الكبر : ابن امرىء القيس بن عى بن نصر بن الحارث بن عمرو بن لخم بن دى بن مرة بن آند بن زيد بن عملان بن سبا بن يمرب من گحطان ، ملاى شانين سنة ال وبنى الخورنق فى ستين سنة . قال السهيلى : الخورنق قصر بناه النعمان الاكبر اسابور ليكون ولده فيه عنده، وبناه رجل يقال له سنمار فى عشرين منة ولم يرى بناء أعجب منه فخشى النعمان أن يبنى لغيره مله ، فالقاه من أعلاه فقظه ففى ذلك يقول الشاعر: جزانى جزاه الله شر جزائه جزاء سنمار وما كان ذا تنب البداية والنهاية (179/2).
4)الخورنق : قصر بظهر الحيرة بناء النعمان الاكبر ، كما تقدم . معجم البلدان (4462) .
5) أى متوسط ومعتدل فى نشلقه .
صفحہ 107