سلوک لمعرفت دول ملوک

المقریزی d. 845 AH
49

سلوک لمعرفت دول ملوک

السلوك لمعرفة دول الملوك

تحقیق کنندہ

محمد عبد القادر عطا

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

پبلشر کا مقام

لبنان/ بيروت

العاضد إِلَى أَن مَاتَ، فِي ثَانِي عشرى جُمَادَى الْآخِرَه من سنة أَربع وَسِتِّينَ. ففوض العاضد وزراته إِلَى صَلَاح الدّين، ونعته بِالْملكِ النَّاصِر، فَمشى الْأَحْوَال، وبذل الْأَمْوَال، واستعبد الرِّجَال، وَتَابَ عَن الْخمر فَترك معاقرته، وَأعْرض عَن اللَّهْو ودبر الْأَمر فِي نوبَة نزُول الفرنج على دمياط أحسن تَدْبِير، حَتَّى رحلوا عَنْهَا خائبين، فنهبت الآتهم، وأحرقت مجانيقهم، وَقتل مِنْهُم خلق كثير، وَتمكن صَلَاح الدّين فِي مصر، فَقدم عَلَيْهِ أَبوهُ نجم الدّين أَيُّوب وأخوته وَأَهله ثمَّ إِنَّه دأب فِي إِزَالَة الدولة الفاطمية وَقطع دابرها ومحو آثارها، فأعانه الله على ذَلِك، وَمَات العاضد وَقد قطع صَلَاح الدّين خطبَته، وَأمر الخطباء بِالدُّعَاءِ لمتستضىء بِنور الله الْعَبَّاس فاستولى على الْقصر وَمَا يحويه من عَاشر الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ. وَأخذ يتأهب لغزو الفرنجة، وَقد انْفَرد بسلطنة ديار مصر. وَكتب الْعِمَاد الْأَصْفَهَانِي بِشَارَة تقْرَأ فِي سَائِر بِلَاد الْإِسْلَام بِإِقَامَة الْخطْبَة العباسية بِمصْر، وَبشَارَة ثَانِيَة تقْرَأ بِحَضْرَة الْخَلِيفَة المستضىء بِنور الله فِي بَغْدَاد، على يَد القَاضِي شهَاب الدّين المطهر بن شرف الدّين بن عصرون، فَسَار القَاضِي وَلم يتْرك مَدِينَة وَلَا قَرْيَة إِلَّا وَقَرَأَ فِيهَا المنشور، حَتَّى وصل بَغْدَاد، فَخرج النَّاس إِلَى لِقَائِه، وَدخل يَوْم السبت ثَانِي عشريه، فعلقت أسواق بَغْدَاد بالزينة، وخلع عَلَيْهِ. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرَة: أخرج الْكَامِل شُجَاع بن شاور، من الْمَكَان الَّذِي قتل فِيهِ بِالْقصرِ وَدفن فِيهِ، فَوجدت الجثة متخلطة بجثني عَمه وأخبه، فَجمعُوا فِي تَابُوت حمل إِلَى قبر شاور، فنبش عه وَأخرج مِنْهُ، وَكَانَ فِي مَكَان غامض، وَحمل فِي تَابُوت وَسَارُوا بالتابوتين إِلَى تربة طي بن شاور فدفنوا بهَا. وَفِي تَاسِع عشرَة: رَحل السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من الْقَاهِرَة، وَنزل الْبِئْر الْبَيْضَاء يُرِيد بِلَاد الشَّام، فوصل إِلَى الشوبك فواقع الفرنج، وَعَاد على أَيْلَة وَهلك مِنْهُ نَحْو الْخَمْسَة آلَاف رَأس، مَا بَين جمل وَفرس، فِي هَذِه السفرة.

1 / 150