الْحِكْمَة وَفِي أُخْرَى ثلث الْحِكْمَة
قَالَ الرَّازِيّ وروى عبَادَة بن الصَّامِت عَنهُ ﷺ أَنه قَالَ يكون فِي أمتِي رجلَانِ يُقَال لأَحَدهمَا وهب يهب الله لَهُ الْحِكْمَة وَالْآخر غيلَان فتْنَة على أمتِي أَشد من فتْنَة الشَّيْطَان فَكَانَ غيلَان أول من تكلم بِالْقدرِ
وَكَانَ وهب فَقِيها فصيحا مصقعا بليغا فِي الخطابة والفصاحة وَالْمَوْعِظَة لَا يُبَارى وَلَا يجارى لَقِي عشرَة من أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ كَابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَأخذ عَن جَابر والنعمان الأنصاريين وَأبي هُرَيْرَة وَأخذ عَن طَاوُوس وَمُحَمّد بن الْحَنَفِيَّة وَعبد الله بن الزبير وغالب أَخذه عَن ابْن عَبَّاس وَكَانَ يَقُول صَحِبت ابْن عَبَّاس قبل أَن يصاب ببصره ثَلَاث عشرَة سنة وَبعد أَن أُصِيب بِهِ وَإِنِّي مَعَه ذَات يَوْم بِمَكَّة إِذْ قَالَ لي يَا ابْن مُنَبّه قدني إِلَى مجْلِس المراء كَانَ قوم يَجْلِسُونَ بَين بَاب بني جمح إِلَى الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ يَتَكَلَّمُونَ بالجبر وَالْقدر فقدته إِلَيْهِم فَلَمَّا وقف عَلَيْهِم سلم فَردُّوا ﵇ ثمَّ قَالُوا أَلا تجْلِس رَحِمك الله فَقَالَ وَالله مَا أَنا بجالس إِلَيْكُم أما تعلمُونَ أَن لله عبادا أسكتتهم خشيَة الله من غير عي وَأَنَّهُمْ لَهُم الفصحاء واللطفاء والنجباء الْأَوْلِيَاء إِذا ذكرُوا عَظمَة الله طاشت عُقُولهمْ وَإِذا أشفقوا بِمَا دروا إِلَى الله الْأَعْمَال الزاكية ثمَّ سكت فَقلت لَهُم إِنِّي قَرَأت شَيْئا من السّنة لعد كتب من كتب الله الَّتِي أنزلهَا الله على أنبيائه من السَّمَاء اثْنَيْنِ وَتِسْعين كتابا مِنْهَا اثْنَان وَسَبْعُونَ من الْكَنَائِس وَعِشْرُونَ فِي أَيدي النَّاس لَا يعلمهَا إِلَّا الْقَلِيل وَوجدت فِي جَمِيعهَا أَن من أضَاف إِلَى نَفسه شَيْئا من الْمَشِيئَة
1 / 99