بردة بن أبي مُوسَى وَكَانَ يَقُول سَيعْلَمُ الظَّالِمُونَ حَظّ من يعصوا إِن الظَّالِم يتنظر الْعقَاب والمظلوم ينْتَظر النَّصْر
قَالَ ابْن سِيرِين سَمِعت شريحا يحلف بِاللَّه مَا ترك عِنْده شَيْئا لله فَوجدَ فَقده ثمَّ قَالَ وَلَا أرَاهُ حلف إِلَّا على علم وَقضى على رجل بِإِقْرَارِهِ فَقَالَ قضيت عَليّ بِغَيْر بَيِّنَة فَقَالَ أَخْبرنِي بذلك ابْن أُخْت خَالك وَقَالَ لَهُ ابْن لَهُ إِن بيني وَبَين قوم خُصُومَة فَانْظُر فِي قصتي فَإِن كَانَ الْحق لي خاصمتهم وَإِلَّا تَركتهم
ثمَّ قصّ عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ لَهُ انْطلق فخاصمهم فَانْطَلق وخاصمهم ورافعهم إِلَى أَبِيه فَقضى عَلَيْهِ فَلَمَّا صَار بِالْبَيْتِ عاتبه ابْنه وَقَالَ لَو لم أتقدم إِلَيْك لم ألمك لقد فضحتني
فَقَالَ لَهُ وَالله يَا بني لأَنْت أحب إِلَيّ من ملك الأَرْض وَمِنْهُم وَالله أعز عَليّ مِنْك إِنَّنِي خشيت إِن أَخْبَرتك أَن الْقَضَاء عَلَيْك فتذهب فتصالحهم وَيذْهب بعض حَقهم
وَقَالَ الشّعبِيّ شهِدت شريحا وَقد أَتَتْهُ امْرَأَة تخاصم رجلا فَأرْسلت عينيها بالبكاء فَقلت يَا أَبَا أُميَّة مَا أظنها إِلَّا مظلومة فَقَالَ يَا شعبي إِن أخوة يُوسُف جَاءُوا أباهم عشَاء يَبْكُونَ وافتقد يَوْمًا ابْنا لَهُ فَبعث فِي طلبه فجيء بِهِ فَقَالَ لموصله أَيْن أصبته فَقَالَ يهارش الْكلاب فَقَالَ لِابْنِهِ صليت فَقَالَ فَأرْسلهُ إِلَى الْمُؤَدب وَقَالَ لرَسُوله قل للمؤدب شعرًا ... ترك الصَّلَاة لأكلب يسْعَى لَهَا ... طلب الهراش مَعَ الغواة النحس
فَإِذا أَتَاك فعرضنه بملامة ... وعظه موعظة الصَّبِي الْكيس ...
1 / 86