دِرْهَم إِلَّا خَدِيجَة وَأم زَيْنَب أصدق خَدِيجَة مَا ذَكرْنَاهُ عِنْد عقدهَا وَأم زَيْنَب وَهِي الواهبة نَفسهَا عِنْد بعض المؤرخين وَقيل هِيَ غَيرهَا أصدقهَا فراشا حشْوَة لِيف وَقَدحًا وصفحة ومجشة وَهِي الرَّحَى وانقضى ذكر مَا استحسنته من أَحْوَاله
وَأحب تعقيبه بِطرف من شمائله ﷺ وَكَانَ دَائِم الْبشر حسن الْخلق لين الْجَانِب لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غليظ وَلَا صخاب وَلَا فحاش وَلَا غياب وَلَا مزاح يتغافل عَمَّا لَا يَشْتَهِي قد ترك نَفسه من ثَلَاث المراء والإكثار وَمَا لَا يعنيه
وَترك النَّاس من ثَلَاث لَا يذم أحدا وَلَا يغيبه وَلَا يطْلب عَوْرَته
وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا بِمَا يَرْجُو ثَوَابه
وَكَانَ إِذا تكلم أطرق جُلَسَاؤُهُ وَإِذا سكت تكلمُوا لَا يتنازعون عِنْده يضْحك مِمَّا يَضْحَكُونَ ويتعجب مِمَّا يتعجبون مِنْهُ
يصبر على الْغَرِيب فِي مَنْطِقه ومساءلته جمع لَهُ الْعلم والحلم وَالصَّبْر
أَخذ بِأَرْبَع الْحق ليقتدى بِهِ وَترك الْقَبِيح لينهى عَنهُ واجتهاد الرَّأْي فِيمَا يصلح أمته وَالْقِيَام بِمَا يجمع لَهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
وَكَانَ يَبْتَدِئ من لقِيه بِالسَّلَامِ وَيعود أَصْحَابه كَمَا يعودونه ويشيعهم كَمَا يشيعونه ويعتنقهم كَمَا يعتنقونه وَيقبل وُجُوههم كَمَا يقبلُونَ وَجهه ويفديهم بِأَبِيهِ وَأمه كَمَا يفدونه وَرُبمَا زار عمَّة وَخَالَة إفضالا مِنْهُ عَلَيْهِمَا فِي كل شَيْء وَيسْعَى إِلَى كل مكرمَة وَكَانَ يتفقد أَصْحَابه وَيسْأل عَن غائبهم
فَإِن كَانَ مَرِيضا عَاده ودعا لَهُ
وَمن مَاتَ اسْترْجع فِي حَقه وترحم عَلَيْهِ ودعا لَهُ
وَمن تخوف مِنْهُ قَالَ لَعَلَّ أَبَا فلَان أَخذ علينا فِي شَيْء أَو رأى منا تقصيرا انْطَلقُوا بِنَا إِلَيْهِ
ثمَّ يَأْتِيهِ منزله ويستطيب قلبه
وَمَتى دَعَاهُ مُسلم
1 / 77