السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
تحقیق کنندہ
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
ایڈیشن نمبر
الثانية
السحول عِنْد الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بقينان فَلم يلْتَزم بل مَانع على نَفسه حَتَّى قتل وقبره هُنَالك وَهُوَ مَسْجِد جَامع لَهُ مَنَارَة يزار ويتبرك بِهِ دَخلته فِي الْمحرم أول سنة سِتّ وَتِسْعين وستمئة
وَتُوفِّي ابْن فضل عقب ذَلِك لَيْلَة الْخَمِيس منتصف ربيع الآخر سنة ثَلَاث وثلاثمئة وَكَانَت مُدَّة امتحان الْمُسلمين بِملكه سبع عشرَة سنة
وَلما علم أسعد بوفاته فَرح وَكَذَلِكَ جَمِيع أهل الْيمن فرحوا فَرحا شَدِيدا ثمَّ كاتبوا أسعد أَن يَغْزُو المذيخرة ويستأصل شأفة القرامطة فأجابهم إِلَى ذَلِك وتجهز بعسكر جرار من صنعاء ونواحيها ثمَّ لما صَار بمخلاف جَعْفَر اجْتمع إِلَيْهِ أَهله ثمَّ أهل الْجند والمعافر والتقت العساكر إِلَى المذيخرة وَكَانَ قد خلف ابْن فضل ولد لَهُ يعرف بالفأفاء لفأفأة كَانَت بِهِ فحصر أسعد المذيخرة بِمن مَعَه من النَّاس وَكَانَت محطته بجبل ثومان الَّذِي تقدم ذكره عِنْد ذكر الْجَعْفَرِي الَّذِي يعرف الْآن بجبل خولان لِأَن بِهِ عربا مِنْهُم يعْرفُونَ ببني البعم فَلم يزل العساكر فِيهِ وكل مَا خرج لَهُم عَسْكَر من المذيخرة كسرهم الْمُسلمُونَ وتتابع ذَلِك مرّة على مرّة حَتَّى ذلوا وخضعوا ثمَّ نصب أسعد على الْمَدِينَة المنجنيقات فهدم غَالب دُورهمْ ودخلها قهرا ثمَّ قتل ابْن فضل وَجَمِيع من ظفر بِهِ من خواصه وَأَهله وَمن دخل مذْهبه وسبى بَنَاته وَكن ثَلَاثًا اصْطفى أسعد مِنْهُنَّ وَاحِدَة اسْمهَا معَاذَة ثمَّ وَهبهَا لِابْنِ أَخِيه قحطان فَولدت لَهُ عبد الله بن قحطان الْآتِي ذكره والاثنتان صارتا إِلَى رعين
وَكَانَت مُدَّة حِصَار الْمُسلمين وأسعد للمذيخرة سنة كَامِلَة قيل إِنَّه لم ينْزع فِيهَا أسعد درعه وَلم يزل مُتَقَلِّدًا لسيفه وانقطعت دولة القرامطة من مخلاف جَعْفَر وَلم تزل
1 / 212