السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
تحقیق کنندہ
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
ایڈیشن نمبر
الثانية
ثمَّ لما قتل الْمُهْتَدي قَامَ بِالْأَمر بعده الْمُعْتَمد على الله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن المتَوَكل فَلبث ثَلَاثًا وَعشْرين سنة فِي أَثْنَائِهَا جرد أَخَاهُ الْمُوفق لقِتَال صَاحب الزنج
قَالَ المؤرخون وَكَانَ من أَخبث الْخَوَارِج مشتتا للْمُسلمين واستحل دِمَاءَهُمْ وَكَانَ يُنَادي على الْمَرْأَة فِي محطته باسمها ونسبها وَرُبمَا كَانَت شريفة فتباع بالبخس وَبِهَذَا بَان عدم شرفه وَبحث عَن نسبه فَلم يُوجد لَهُ فِي العلويين صِحَة وَكَانَت فتنته مُخْتَصَّة بِالْبَصْرَةِ وَلم يزل الْمُوفق يحاربه حَتَّى قَتله فِي صفر سنة سبعين ومئتين مدَّته أَربع عشرَة سنة وَهُوَ من أَشد مدد الْخَوَارِج وَلَوْلَا أَن خَبره دخيل لذكرت مِنْهُ كثيرا لكنه لَيْسَ خَارِجا بِالْيمن فَلم أجد إِدْخَاله فِي أخباره حسنا وَإِنَّمَا ذكرت مَا ذكرت ليعلم زَمَانه ومكانه وقبح مَا جبل عَلَيْهِ
وَحين اتَّصل قيام الْمُعْتَمد بِالْيمن قَامَ ابْن يعفر وَأخذ الْبيعَة لَهُ وَأخرج وُلَاة الْمُلُوك قبله من صنعاء وتابع الْخطْبَة للمعتمد فحين بلغ الْمُعْتَمد ذَلِك كتب إِلَيْهِ بنيابته على صنعاء فغلب على صنعاء والجند وحضرموت وَهُوَ مَعَ ذَلِك يوالي ابْن زِيَاد وَيحمل إِلَيْهِ الْخَوَارِج وَيُوجد أَنه نَائِب عَنهُ لعلمه بعجزه على مقاومته
وَكَانَ قدوم كتاب الْمُعْتَمد عَلَيْهِ سنة تسع وَخمسين ومئتين فِي الْمحرم وَفِي أَيَّامه
1 / 199