السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
تحقیق کنندہ
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
ایڈیشن نمبر
الثانية
الْحَرَام وَكَانَ ذَلِك رَابِع خرم فِي الْإِسْلَام ومصائبه لِأَن الْمُسلمين استضيموا بقتْله وصلبه مُنَكسًا وَكَانَت ولَايَته تِسْعَة أَعْوَام وشهرين وَنصفا
وَقد ذكرت من كَانَ واليا لليمن أَيَّام يزِيد وَلما صَار الْأَمر لِابْنِ الزبير كَانَ أول وَال ولاه أَن بعث بعهده للضحاك بن فَيْرُوز مقدم الذّكر فَلبث سنة ثمَّ عَزله بِعَبْد الله بن عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد فَلبث مُدَّة ثمَّ عَزله بِعَبْد الله بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي فَلبث سنة وَثَمَانِية أشهر ثمَّ عَزله بأَخيه خَالِد بن الزبير فَلبث مُدَّة ثمَّ عَزله بمغيث بن ذِي الثوجم الْأَوْزَاعِيّ الَّذِي تقدم ذكره أَنه قيل أَنه مولى لوالد عبد الرَّزَّاق الْفَقِيه فَلبث خَمْسَة أشهر ثمَّ عزل بحنش بن عبد الله الْفَقِيه الْمُقدم الذّكر فَلبث مُدَّة ثمَّ عزل بقيس بن يزِيد السَّعْدِيّ التَّمِيمِي فَلبث سَبْعَة أشهر ثمَّ عَزله بِأبي النجُود مولى عُثْمَان بن عَفَّان فَمَكثَ خَمْسَة أشهر ثمَّ أُعِيد الضَّحَّاك الَّذِي ذكرت أَولا ولَايَته فَمَكثَ سِتَّة أشهر ثمَّ عزل بخلاد بن السَّائِب الْأنْصَارِيّ ثمَّ عزل بِأبي النجُود وَفِي أَيَّامه قدمت الحرورية إِلَى صنعاء وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَسبعين فاضطرب أَمر الْيمن وَلم يزل مضطربا حَتَّى قتل ابْن الزبير كَمَا قدمنَا سنة ثَلَاث وَسبعين
ثمَّ اسْتَقل عبد الْملك بِالْملكِ وَحين استولى الْحجَّاج على مَكَّة بقتل ابْن الزبير بعث على صنعاء أَخَاهُ مُحَمَّد بن يُوسُف وعَلى الْجند وَاقد بن سَلمَة الثَّقَفِيّ وعَلى حَضرمَوْت الحكم بن أَيُّوب الثَّقَفِيّ فأقاموا جَمِيعًا على ذَلِك سنة ثمَّ عزل وَاقد وَجمع المخلافين لِأَخِيهِ فَلم يزل عَلَيْهِمَا إِلَى أَن توفّي ثمَّ توفّي عبد الْملك فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَت مُدَّة استيلائه على الْيمن ثَلَاث عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر فِي غالبها نَائِبه عَلَيْهَا أَخُو الْحجَّاج
ثمَّ قَامَ بعد ذَلِك ابْنه الْوَلِيد وَذَلِكَ بِعَهْد لَهُ من أَبِيه وَكَانَ يقظا فِي أُمُور دينه ودنياه وَهُوَ الَّذِي بنى جَامع دمشق الَّذِي أجمع أهل الْمعرفَة أَنه لم يعرف لَهُ نَظِير فِي الْمشرق وَلَا فِي الْمغرب ونسبته إِلَى بني أُميَّة
1 / 177