الشهادات مجدا.
وهز أعصاب الكوفة في فورة الدعوة الى الجهاد ، تفاؤل عنيف غلب الناس على منازعها ، فاذا بالناس يتسابقون الى صفوفهم بما فيهم العناصر المختلفة التي لا يعهد منها النشاط للدعاوات الخيرة والاعمال الصالحة والمساعي الخالصة لله عز وجل.
فجمع المعسكر الى جنب أولئك المخلصين من أنصار الحسن سوادا من الناس غير معروفين ، وجماعة من أبناء البيوت المرائين ، وجمهورا من مدخولي النية الذين لا يتفقون معه في رأي ، وربما لا يكونون الا عين عدوه عليه وعلى أصحابه ، وآخرين من الضعفاء الرعاديد الذين اذا أكرهوا على القتال اتقوه بالفرار ، وربما لم يكن لهم من الامل الا أمل الغنائم « وليس أحد منهم يوافق احدا في رأي ولا هوى ، مختلفون لا نية لهم في خير ولا شر (1)». وفيهم الى ذلك ، المشاجرات الحزبية التي ستكون في غدها القريب شجرة الشوك في طريق التجهيزات التي تستدعيها ظروف الحرب.
وتخوف الحسن منذ اليوم الاول نتائج هذا التلون المؤسف الذي انتشر في صفوفه ، والذي لا يؤمن في عواقبه من الخذلان ، وهو ما تشير اليه بعض المصادر (2) صريحا.
فكان ينظر الى الجماهير المرتجزة بين يديه للحرب ، غير واثق بثباتهم معه ، ولا مؤمن باخلاصهم لاهدافه.
وتراءت له من وراء هؤلاء ( في الكوفة )، الرؤوس ذوات الوجهين التي يئس من اصلاحها الهدى ، أمثال الاشعث بن قيس ، وعمرو بن حريث
صفحہ 95