سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
بأكثر من قلبي خفوقًا وحينًا ... جميع وخوفي أن تنائي عواقبه
وقلت أنا في المعنى
واقسم بالبزل النوافخ في اليرى ... تؤم مني والنافرات ضحى النفر
لما لجت الدأما يومًا تقاذفت ... بها عاصف نكباء في شاطىء البحر
بأكثر من قلبي اضطرامًا ولم تعث ... يد الدهر فينا بل حذ أريد الدهر
وقال أيضًا
يا شقيق البدر أخفي ... فرعك المسدول بدرك
فارحم العشاق واكشف ... يا جميل الستر سترك
وقال أيضًا
جودي بوصل أو ببين ... فاليأس إحدى الراحتين
أيحل في شرع الهوى ... أن تذهبي بدم الحسين
ودخل علي يومًا فأنشدني لأمر اقتضى ذلك. وقد أراد القيام بانجازه فضاقت عليه المسالك. بعد بثه على شكوى أحوال ضاق بها ذرعًا. واقسم لولا الحيا والمروة لم يبق بينه وبين من عناه من الصحبة أصلًا ولا فرعًا. ثم قال ولكني أقول. فقال وبهر العقول
ولقد تأملت الزمان وأهله ... فرأيت نار الفضل فيهم خامده
فقن تجوش ودولة قد حازها ... أهل الرذالة والعقول الفاسده
فقلوبهم مثل الحديد صلابة ... وأكفهم مثل الصخور الجامده
فرأيت أن الاعتزال سلامة ... وجعلت نفسي واو عمرو الزائده
الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر الشامي العاملي
علم علم لا تباريه الاعلام. وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام. أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار. وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنها لبقاع الأرض أمطار. تصانيفه في جبهات الأيام غرر. وكلماته في عقود السطور درر. وهو الآن قاطن بأرض العجم. ينشد لسان حاله. أنا ابن الذي لم يخزني في حيائه. ولم آخذه لما تغيب بالرجم. يحيى بفضله مآثر أسلافه. وينتشىء مصطبحًا ومغتبقًا برحيق الأدب وسلافه. وله شعر مستعذب الجنا. بديع المجتلى والمجتني. ولا يحضرني الآن من شعره إلا قوله
فضل الفتى بالبذل والاحسان ... والجود خير الوصف للانسان
أو ليس إبراهيم لما أصبحت ... أمواله وقفًا على الضيفان
حتى إذا أفنى اللهى أخذ ابنه ... فسخى به للذبح والقربان
ثم ابتغى النمرود إحراقًا له ... فهوى بمهجته على النيران
بالمال جاد وبابنه وبنفسه ... وبقلبه للواحد الديان
أضحى خليل الله ﷻ ... ناهيك فضلًا خلة الرحمن
صح الحديث به فيا لك رتبة ... تعلو بأخمصها على التيجان
هذا الحديث رواه أبو الحسن المسعودي في كتاب أخبار الزمان وقال إن الله أوحى إلى إبراهيم ﵇ أنك لما سلمت مالك للضيفان. وولدك للقربان. ونفسك للنيران. وقلبك للرحمن. اتخذناك خليلًا والله أعلم
الشيخ محمد بن علي الحر
الأديب الشامي العاملي
حر رقيق الشعر عتيق سلافة العرب. ينتدب له عصى الكلام إذا دعاه وندب. له شعر يستلب نهي العقول بسحره. ويحل من البيان بين سحره ونحره. فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة وأدق. وأصفى من شهباء يشعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق. فمن قوله وأجاد في التورية بلقبه ما شاء
قلت لما جليت في هجو دهر ... بذل الجهد في احتفاذ الجهول
كيف لا أشتكي صروف زمان ... ترك الحر في ذوايا الخمول
وقوله أيضًا
يراكم بعين الشوق قلبي على النوى ... فيحسده طرفي فتنهل أدمعي
ويحسد قلبي مسمعي عند ذكركم ... فتذكر وحرارات الجوى بين أضلعي
وقوله أيضًا
وكم غلت الأحشاء من حرارة ... من الدهر لافات الردى هامة الدهر
تقدمني بالمال قوم أجلهم ... لديّ مقامًا قد رفا ضلة الظفر
وقوله أيضًا
يا دهر كم تحتسى منك الورى غصصًا ... وكم تراعى لأهل اللوم من ذمم
بحكمة الله لكن الطباع ترى ... في رفعة النذل صدعًا غير ملتئم
الأمير منجك الشامي
1 / 212