الأثر الرابع: أثر جابر بن عبد الله
أخرج الإمام أحمد في المسندعن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد قال: سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله: من بقي معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال: بقي معي أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع.
فقال رجل: أما سلمة فقد ارتد عن هجرته فقال جابر: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأسلم: (ابدوا يا أسلم، قالوا: يا رسول الله وإنا نخاف أن نرتد بعد هجرتنا فقال: إنكم مهاجرون حيث كنتم.
الحديث صحيح لشواهده، وفيه دلالة صريحة على إخراج من ليس من المهاجرين والأنصار من عداد الصحابة؛ لأن سلمة بن الأكوع مات عام 74ه فلم يبق في تلك السنة من الصحابة إلا ثلاثة -على قول جابر- وهم سلمة بن الأكوع وأنس بن مالك شهد بيعة الرضوان أما أنس وجابر فمن السابقين من الأنصار فالثلاثة من الصحابة (أصحاب الصحبة الشرعية).
وعلى هذا فكل من ترجم له في الصحابة وتوفي بعد عام 74ه فليس من الصحابة أصحاب الصحبة الشرعية الخاصة وهؤلاء ألوف.
وقول جابر هذا يشهد له قول أنس بن مالك وهو آخر الثلاثة موتا عندما سئل: هل بقي أحد غيرك ممن صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أما من صحب فلا ولكن بقي ناس من الأعراب قد رأوه، وقد تقدم هذا الدليل.
صفحہ 137