صوفیہ: نشأتہا و تاریخہا

صفية مختار d. 1450 AH
145

صوفیہ: نشأتہا و تاریخہا

الصوفية: نشأتها وتاريخها

اصناف

119

وفي حين ابتكر الصوفيون في كل من الهند وباكستان تصورات عقائدية جديدة، ردا على المخاوف الكثيرة التي سادت في فترة ما بعد الاستعمار، فقد ظلت تعاليم الصوفيين وأضرحتهم في المنطقة تحظى بأهمية بالغة لدى ملايين كثيرة من المسلمين (والهندوس أيضا) حتى اليوم، وعلى الرغم من هجوم الأصوليين الهندوس والمسلمين على حد سواء على الممارسات القديمة المتمثلة في تبجيل الأضرحة الصوفية من قبل الهندوس والمسلمين، فما زال مئات الآلاف من الزوار من كل الخلفيات الدينية يتوافدون كل عام على ضريح معين الدين الجشتي (المتوفى عام 1236)، الذي يعود إلى فترة العصور الوسطى والموجود في الهند.

120

وفي جنوب شرق آسيا، كان لمثل هذه المشاريع الهادفة إلى تأسيس أمم حديثة أثرها على الصوفية في الدول الجديدة التي تكونت بعد الاستعمار مثل إندونيسيا وماليزيا؛ فعقب تحقيق الاستقلال من هولندا عام 1949، فرض على إندونيسيا في الفترة ما بين عامي 1965 و1998 «نظام جديد» غير متهاون أسفر عن نشأة مواطنين عصريين متعلمين، وانتقلت الصوفية إلى اتجاهات محددة أثناء هذه السنوات؛ فاتجهت نحو الساحة العامة الجديدة المتمثلة في الأحزاب السياسية الإسلامية، أو انسحبت نحو الساحة الخاصة المتمثلة في الجماعات «الباطنية» التي وعدت أتباعها بالقوة الخفية بدلا من القوة السياسية.

121

إلى جانب انتقادات الإصلاحيين المناهضين للصوفية، فإن هذا التحديث جعل النسق التنظيمي الصوفي القديم غير جذاب في أعين الأجيال الجديدة من الإندونيسيين، الذين أصبحوا يعتبرون الطرق الصوفية القديمة سرية على نحو مريب، وغير ديمقراطية وسلطوية؛

122

ونتيجة لذلك قطع الشيوخ الصوفيون في إندونيسيا صلتهم على نحو جذري بالمؤسسات القديمة منذ سبعينيات القرن العشرين، من خلال تكوين أنماط تنظيمية جديدة للوصول إلى بني جلدتهم المتعلمين العصريين، فأقاموا الندوات والورش والخلوات. وبحلول تسعينيات القرن العشرين أصبحت تعاليم الصوفية متاحة من خلال العروض التقديمية المعتمدة على برامج عرض الشرائح، التي يقدمها صوفيون يرتدون بذلات، ويؤكدون على حداثة تعاليمهم من خلال استخدام مصطلحات مثل «الصوفية الجديدة» و«الصوفية العملية» و«التصوف الإيجابي»؛ ونتيجة لذلك، وبالرغم من الجدل المناهض للصوفية، نجح الصوفيون في استعادة أعداد متزايدة من الإندونيسيين المنتمين للطبقة الوسطى ومن النساء، إلى شكل من الإسلام يعد بمزيج جذاب من السعادة الشخصية والنجاح المهني. بالإضافة إلى ذلك، فإن تلك «الصوفية العصرية» تتمتع بصفة جذابة أخرى تتمثل في تجنب الانتماء للإسلام السياسي، على عكس المنظمات الدينية الأخرى في إندونيسيا.

حتى في آسيا الوسطى التي شهدت فيها الصوفية قمعا وحشيا على مدار سبعة عقود من الحكم السوفييتي بصفتها «إقطاعا إسلاميا»، أسفر ظهور الجمهوريات الجديدة في تسعينيات القرن العشرين عن إحياء هائل للنشاط الصوفي الذي كان مدعوما من الدولة والأفراد أيضا.

123

نامعلوم صفحہ