Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
پبلشر کا مقام
لاهور - باكستان
اصناف
وكذلك الشيعة والسنة (١).
وأما المتصوفة فيقولون بكل هذا، سالكين مسلك هؤلاء الضالة النحرفين:
(وفي النساك قوم يزعمون أن العبادة تبلغ بهم إلى درجة تزول فيها عنهم العبادات، وتكون الأشياء المحظورات على غيرهم من الزنا وغيره مباحات لهم) (٢).
وقالوا:
(إذا وصلت إلى مقام اليقين سقطت عنك العبادة، مؤولين قول الله ﷿: وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (٣).
ولقد أقر صوفي قديم بوجود هؤلاء المتصوفة ومن هم على منوالهم - وما أكثرهم - فقال:
(وأرتحل عن القلوب حرمة الشريعة، فعدّوا قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام، ودانوا بترك الاحترام، وطرح الاحتشام، واستخفوا بأداء العبادات، واستهانوا بالصوم والصلاة، وركضوا في ميدان الغفلات، وركنوا إلى إتباع الشهوات، وقلة المبالاة بتعاطي المحظورات، والإرتفاق بما يأخذونه من السوقة والنسوان وأصحاب السلطان.
ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال، حتى أشاروا إلى أعلى الحقائق والأحوال، وادعوا أنهم تحرروا من رقّ الأغلال، وتحققوا بحقائق الوصال، وانهم تجري عليهم أحكامه وهم محو، وليس لله عليهم فيما يؤثرونه أو يذرونه عتب ولا لوم، وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية، واختطفوا عنهم بالكلية، وزالت عنهم أحكام البشرية، وبقوا بعد فنائهم عنهم بأنوار الصمدية، والقائل عنهم غيرهم إذا نطقوا، والنائب عنهم سواهم فيما تصرفوا، بل صرفوا.
ولما طال الابتلاء فيما نحن فيه من الزمان بما لوّحت ببعضه من هذه القصة، وكنت لا أبسط إلى هذه الغاية لسان الإنكار، غيرة على هذه الطريقة أن يذكر أهلها
(١) انظر ص ٥١، ٥٢ الطبعة الجديدة، الثلاثون. ط إدارة ترجمان السنة لاهور باكستان.
(٢) مقالات الإسلاميين للأشعري ص ٢٨٩. ط هلموت ريتز الطبعة الثالثة فرانزستايز ١٩٨٠ م.
(٣) اتحاف السادة للزبيدي ج٨ ص ٢٧٨ المنقول من كتاب نشأة الفلسفة الصوفية وتطورها للكتور عرفان عبد الحميد ص ٧٤. ط المكتب الإسلامي بيروت ١٩٧٤ م.
1 / 262