238

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

ناشر

إدارة ترجمان السنة

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

پبلشر کا مقام

لاهور - باكستان

اصناف

منهم، وكان يستتر بالفقه والإفتاء على مذهب أبي ثور، وكان إذا تكلم في علوم القوم أغلق باب داره، وجعل مفتاحه تحت وركه) (١).
وأيضا روى عن الشاذلي أنه كان يقول:
(امتنعت عني الرؤيا لرسول الله ﷺ، ثم رأيته، فقلت: يا رسول الله، ماذ نبي؟ فقال: إنك لست بأهل لرؤيتنا لأنك تطلع الناس على أسرارنا) (٢).
والصوفية يكتمون آراءهم ومعتقداتهم عن غيرهم، ويوصون مريديهم في كتبهم ومؤلفاتهم التي كتبت للخاصة وخاصة الخاصة، فالصوفي الشهير عبد السلام الفيتوري يكتب في كتابه (الوصية الكبرى):
(إخواني، وسنذكر لكم كلاما في المغيبات لكن يجب الإمساك عنها إلا لأهله الذين يكتمونه، ولا ينبغي إظهاره للسفهاء الذين يلحقون به إلى الأمراء والجبابرة وأهل الدنيا) (٣).
وهناك نص مهم جدا ذكره الشعراني يقطع في هذا الموضوع فيقول:
وكان بعض العارفين يقول
(نحن قوم يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقتنا، وكذلك لا يجوز لأحد أن ينقل كلامنا إلا لمن يؤمن به، فمن نقله إلى من لا يؤمن به دخل هو والمنقول إليه جهنم الإنكار، وقد صرح بذلك أهل الله تعالى على رؤوس الأشهاد وقالوا:
من باح بالسرّ استحق القتل) (٤).
وقد ذكر الدباغ حكايات كثيرة عن الذين لم يكتموا السرّ فابتلاهم الله ببلايا عديدة، من القتل والصلب والحرق والعمى وغير ذلك (٥).
وكان منهم الحلاج، لأنه لم يقتل إلا لإفشاء سرّه (٦).
وكما يروون أن الخضر عبر على الحلاج وهو مصلوب، فقال له الحلاج:
(هذا جزاء أولياء الله؟

(١) اليواقيت والجواهر للشعراني ج٢ ص ٩٣ ط مصطفى البابي الحلبي مصر ١٣٧٨ هـ.
(٢) انظر الطبقات للشعراني ج٢ ص ٧٥.
(٣) الوصية الكبرى لعبد السلام الأسمر الفيتوري ص ١٠٥ " مكتبة النجاح طرابلس ليبيا الطبعة الأولى.
(٤) اليواقيت والجواهر للشعراني ص١٧ ط مصطفى البابي الحلبي مصر.
(٥) انظر الإبريز للدباغ ص ١٢.
(٦) انظر تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص ٢٥٢ ط باكستان.

1 / 241