Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
پبلشر کا مقام
لاهور - باكستان
اصناف
وهذه العقيدة هي التي شجعت الكثيرين من المتنبئين والكذابين على الله أن يدّعو النبوة بعد محمد صلوات الله وسلامه عليه، مثل الغلام القادياني الذي استشهد على تنبئه بكلام ابن عربي هذا (١)، وغيره من الدجاجلة الآخرين، مع تصريح رسول الله ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون، كلهم يزعم أنه رسول الله، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي) (٢).
ولكن ابن عربي يقول معاكسا لذلك في فتوحاته:
(ويتضمن هذا الباب المسائل التي لا يعلمها إلا الأكابر من عباد الله، الذين هم في زمانهم بمنزلة الأنبياء في زمان النبوة، وهي النبوة العامة.
فإن النبوة التي انقطعت بوجود رسول الله ﷺ إنما هي نبوة التشريع لا مقامها فلا شرع يكون ناسخا لشرعه ﷺ، ولا يزيد في حكمه شرعا آخر، وهذا معنى قوله ﷺ: إن الرسالة والنبوة انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي، أي لا نبيّ بعدي يكون على شرع يكون مخالفا لشرعي، بل إذا كان، يكون تحت حكم شريعتي ... فهذا هو الذي انقطع وسدّ بابه، لا مقام النبوة) (٣).
فهل يقول المتنبئون الدجالون الكذابون غير هذا؟
فإنهم لا يلتقطون إلا من موائد الصوفية وخوانها، ولا يستوحون إلا من أمثال شيخهم الأكبر.
ويقول ابن عربي كذلك مجيبا على سؤال الترمذي الملقب بالحكيم: أين مقام الأنبياء من مقام الأولياء؟ يجيب على هذا ويقول:
(وإن كان سؤاله عن مقام الأنبياء من الأولياء، أي أنبياء الأولياء - وهي النبوة التي قلنا أنها لم تنقطع، فإنها ليست نبوة الشرائع - وكذلك في السؤال عن مقام الرسل، الذين هم أنبياء فلنقل في جوابه: أن أنبياء الأولياء، مقامهم من الحضرات الإلهية الفردانية، والاسم الإلهي الذي تعبدهم (هو) الفرد، وهم المسمون الأفراد.
فهذا هو مقام نبوة الولاية، لا نبوة الشرائع. وأما مقام الرسل، الذين هم أنبياء فهم الذين لهم خصائص على ما تعبدوا به أتباعهم. كمحمد ﷺ، فيما قيل له: (خالصة
(١) انظر جريدة الحكم القاديانية الصادرة ١٠ ابريل ١٩٣٠م المنقول من كتابنا (القاديانية دراسات وتحليل) ص ٢٨٦ الطبعة العشرون ط إدارة ترجمان السنة باكستان. (٢) رواه أبو داود والترمذي. (٣) الفتوحات المكية لابن عربي ج ٢ ص ٣.
1 / 199