Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
پبلشر کا مقام
لاهور - باكستان
اصناف
أما الرفاعي أحمد فنقلوا عنه أنه قال:
(إن العبد ما يزال يرتقي من سماء إلى سماء حتى يصل إلى محل الغوث، ثم ترتفع صفته إلى أن تصير صفة من صفات الحق، فيطلعه على غيبه حتى لا تنبت شجرة، ولا تحضر ورقة إلا بنظره، ويتكلم هناك عن الله بكلام لا تسعه عقول الخلائق ... وكان يقول: إن القلب إذا انجلى من حبّ الدنيا وشهوتها صار كالبلّور، وأخبر صاحبه بما مضى وبما هو آت من أحوال الناس) (١).
ونقل ذلك الشعراني أيضا منه في طبقاته (٢).
ونقلوا عن الشبلي أنه قال:
(لو دبت نملة سوداء على صخرة صماء في ليلة ظلماء ولم أشعر بها أو لم أعلم بها لقلت أنه ممكور بي) (٣).
وهذا قول الله الجليّ الصريح الواضح البيّن:
﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ (٤)
ومع أمر الله ﷿ لنبيه ﷺ أن يقول:
﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ (٥)
وقول الله ﷿:
﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٦)
ولكن القوم عكس ذلك يقولون ما ألقى الشيطان إليهم من عقائد شيعية، ومعتقدات يهودية، وكان السحرة والكهان.
ولقد أدّب الله ﵎ نبيه ونجيه وصفيه سيد البشر قائد النبيين والمرسلين ﷺ
(١) قلادة الجواهر في ذكر الرفاعي وأتباعه الأكابر ص ١٤٨. (٢) انظر الطبقات الكبرى للشعراني ج ١ ص ١٤٢. (٣) مجموع مخطوط بالفاتكان عربي رقم ١٢٤٢ ورقة ٥١ ب - ٥٢، أيضا الإنسان الكامل للجيلي ج١ ص ١٢٢. (٤) الأنعام ٥٩. (٥) الأحقاف ٩. (٦) هود ٤٩.
1 / 180