Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
پبلشر کا مقام
لاهور - باكستان
اصناف
ورسول الله ﷺ جعله بمنزله هارون من موسى مع الفضل العظيم لأبي بكر (ولم يشرك الحبيب الرسول المقرب الخليل في مقام الخلّة كما صلح أن يشرك معه في مقام الأخوة عليا كرم الله وجهه فقال: علي مني بمنزلة هارون من موسى) (١).
وكان له مقام ومنزلة عند الصوفية إلى أن نقل الشعراني عن أحد المتصوفين أنه قال:
(إن علي بن أبي طالب ﵁ رفع كما رفع عيسى ﵇، وسينزل كما ينزل عيسى ﵇ ثم يقول الشعراني: قلت: وبذلك قال سيدي على الخواص ﵁ فسمعته يقول:
إن نوحا ﵇ أبقى من السفينة لوحا على اسم علي بن أبي طالب ﵁ يرفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظا في صيانة القدرة حتى رفع علي بن أبي طالب ﵁ (٢).
فهذا هو علي بن أبي طالب ﵁ ومكانته، ومنزلته، وشأنه، وقد نقل باحث شيعي عن جلال الدين الرومي الصوفي الفارسي المشهور أنه قال في أبياته ما تدلّ على رؤيتهم إلى علي وعقيدتهم فيه، فيقول:
(منذ كانت صورة تركيب العالم ... كان عليّ
منذ نقشت الأرض وكان الزمان ... كان عليّ
ذلك الفاتح الذي انتزع باب خيبر بحملة واحدة ... كان عليّ
كلما تأملت في الآفاق ونظرت
أيقنت بأنه في الموجودات ... كان عليّ
إن من كان هو الوجود، ولولاه
لسرى العدم في العالم الموجود (إياه) ... كان عليّ
إن سر العالمين الظاهر والباطن
الذي بدا في شمس تبريز ... كان عليّ) (٣).
وهذا الغلو في علي بن أبي طالب ﵁ عندما يقارن بالغلو الشيعي فيه، ليس بأقلّ منه في صورة من الصور.
وإليه تنتسب سلاسل التصوف كلها كما قال محمد معصوم شيرازي الملقب بمعصوم علي شاه:
(١) الفتوحات المكية لابن عربي ج٣ ص ٣١٥. (٢) طبقات الشعراني ج٢ ص ٤٤. (٣) غزليات شمس تبريزي ط طهران المنقول من كتاب الصلة بين التصوف والتشيع ص ٨٤، ٨٥.
1 / 151