سوڈان
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
اصناف
هوامش
الفصل الثالث
استعادة السودان بعد إخلائه
لم يكن ممكنا أن يظل السودان على حالته بعد قيام الثورة المهدية، ولذا تضافرت العوامل المختلفة على وجوب إعادة السودان، من ذلك عوامل خارجية وهو منافسة فرنسا وإيطاليا لإنكلترا في استعمار أفريقيا، وداخلية تذمر السودانيين أنفسهم بعد نجاح الثورة المهدية والخلاف من أنصارها، وإعادة تنظيم الجيش المصري ، وكون قيادته للضباط الإنكليز، وتفوق سلطة اللورد كرومر والمستشارين الإنكليز في الحكومة المصرية، وتثبيت أقدام الاحتلال الإنكليزي تدريجيا في مصر.
قال السير إيلياس أشميد بارتلت بصدد الإشاعة التي أذيعت عن اعتزام فرنسا إرسال بعثة إلى أعالي النيل ما يأتي: «من الضروري القيام بعمل سريع، وبغير ذلك لا نضمن البتة أن لا يستبقنا الفرنسيون ويحتلوا قبلنا جهات أعالي النيل.».
وصرح اللورد سالسبوزي في مجلس النواب في 8 فبراير سنة 1895 بما يأتي:
إن مصلحة مصر تقضي بأن لا يدنس تخومها حادث من حوادث التعسف المجردة من كل نزاهة. بل هناك دواع أخرى تستلزم الزحف على الخرطوم. وهذه الدواعي الأخرى لا داعي لذكرها، وهي تستدعي إيجاد قوة في وادي النيل. وهذه الدواعي التي لا داعي لذكرها إن هي إلا استباق الفرنسيين في احتلال أعالي النيل وطردهم منه إذا وضعوا أقدامهم على أراضيه.
وكانت نتيجة الاتفاقية الإنكليزية الإيطالية مواجهة الإيطاليين بمنليك ملك الحبشة؛ لأن منليك كان قد أرسل منشورا للدول مؤرخا في إبريل سنة 1891 أخبرهم فيه عن عزمه على فتح السودان.
وفيما يلى وقائع إعادة السودان: (1) استعادة طوكر
رأى هولد سميث باشا محافظ سواكن استعادة طوكر، فأذن السردار له وعاونه بقوة وصلت بحرا إلى سواكن، وأعادت طوكر في 19 فبراير سنة 1891، وهزمت عثمان دقنة. (2) زيارة الخديوي الحدود
نامعلوم صفحہ