166

سوڈان

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

اصناف

وبهذه المناسبة أرسلت الحكومة البريطانية إلينا رسالة نبعث بصورتها إليكم لنشرها على الأمة المصرية موجهة فيها ندائها إلى ما انطوى عليه فؤادنا من عواطف الإخلاص نحو بلادنا لكي نرتقي عرش الخديوية المصرية بلقب سلطان. وستكون السلطنة وراثية في بيت محمد علي طبقا لنظام يقرر فيما بعد.

ولما كان لنا بعد أن وقفنا حياتنا كلها اليوم على خدمة بلادنا أن يكون الإخلاد إلى الراحة من عناء الأعمال مطمح أنظارنا إلا أننا بالنظر إلى المركز الدقيق الذي صارت إليه البلاد بسبب الحوادث الحالية قد رأينا مع ذلك أنه يتحتم علينا القيام بهذا العبء الجسيم، وأن نستمر على خطتنا الماضية فنجعل كل ما فينا من حول وقوة وقفا على خدمة الوطن العزيز.

هذا هو الواجب المفروض علينا لمصر ولجدنا المجيد محمد علي الكبير الذي نعمل على تخليد الملك في سلالته.

3

وبما فطرنا عليه من الاهتمام بمصالح القطر سنوجه عنايتنا على الدوام إلى تأييد السعادة الحسية والمعنوية لجميع أهاليه، مواصلين خطة الإصلاح التي بدأ العمل فيها. لذلك ستكون همة حكومتنا منصرفة إلى تعميم التعليم وإتقانه بجميع درجاته وإلى نشر العدل وتنظيم القضاء بما يلائم أحوال القطر في هذا العصر. وسيكون من أكبر ما نعنى به توطيد أركان الراحة والأمن العام بين جميع السكان وترقية الشؤون الاقتصادية في البلاد.

وأما الهيئات النيابية في القطر فسيكون من أقصى أمانينا أن يزيد اشتراك المحكومين في حكومة البلاد زيادة متوالية.

ونحن، على ثقة في سبيل تحقيق هذا المنهاج، سنجد لدى حكومة صاحب الجلالة البريطانية خير انعطاف في تأييدنا. وإننا لموقنون بأن تحديد مركز الحكومة البريطانية في مصر تحديدا واضحا مما يترتب عليه إزالة كل سبب لسوء التفاهم يكون من شأنه تسهيل التعاون بين جميع العناصر السياسية بالقطر لتوجيه مساعيها معا إلى غاية واحدة.

وإننا لنعتمد على إخلاص جميع رعايانا لتعضيدنا في العمل الذي أمامنا.

ولوثوقنا بكمال خبرتكم وبما تحليتم به من الصفات العالية، واعتمادا على وطنيتكم نطلب منكم مؤازرتنا في المهمة التي أخذناها على عاتقنا، وندعوكم بناء على ذلك إلى تولي رئاسة مجلس وزرائنا وإلى تأليف وزارة تختارون أعضاءها لمعاونتكم، وتعرضون أسماءهم على تصديقنا العالي.

ونسأل الله - جلت قدرته - أن يبارك لنا جميعا فيما نبتغيه من نفع الوطن وبنيه.

نامعلوم صفحہ